إذا كنت موظفاً… كم شهراً يا ترى تستطيع العيش بكرامة من دون استلامك راتبك الشهري؟ واحد اثنان ثلاثة؟ هل أصابك السؤال بالصداع؟ مهلاً… انظر إلى بعض من حولك فهم قد حققوا الرقم القياسي العالمي الذي يسمح لهم بالدخول إلى موسوعة الأرقام القياسية، عشرات من موظفي بعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في الرياض في “تمير” و”رماح” و”نفي” وغيرها لم يستلموا راتباً واحداً منذ أكثر من سبعة اشهر، أطباء ومساعدون وموظفون، سعوديون وغير سعوديين، نساء ورجال، عزاب وأرباب اسر وأطفال، يحدث هذا والمعاملة تدور في حلقة مفرغة، وعلى المتضرر الانتظار ثم الانتظار، وهي “أي المعاملة” ومعها القرار في يد وزارة الصحة ومن مسؤوليتها، ثم إنني اسأل اللجان المختصة في نظر خلافات المقاولين والمشغلين مع الجهات الحكومية ألا ترى بعين وطنية لمصلحة الموظفين واستقرارهم الأسري؟ هل فكر احد ممن بيدهم القرار أو من أعضاء اللجان في مآل هؤلاء، وسأل نفسه قبل أن يؤجل الاجتماع أو الحل، كيف يمكن لهم العيش وهم لم يستلموا هللة واحدة منذ سبعة أشهر؟ كيف يأكلون ويُطْعمون أسرهم؟ كيف يسترون عليها وعلى أنفسهم؟ سؤال جوهري آخر يقول: لماذا لا تحيد رواتب الموظفين عن الخلافات التي تطرأ وتحدث بين الجهات الحكومية والشركات المتعاقدة معها؟ ما ذنب الموظفين “الغلابة” في أوضاع وإجراءات ليست لهم يد فيها؟ بالنسبة لهؤلاء الموظفين أصبح العيد بل الأعياد وحاجاتها كابوساً مؤرقاً لهم ولأطفالهم، يحدث هذا ونحن كل يوم تقريباً نقرأ عن توقيع عقود بأرقام كبيرة!
ثم قبل هذا وبعده أين نحن من السنة النبوية المطهرة، تعاليم الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، عندما علمنا ووجهنا وأمرنا بإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه؟ انظر الروعة… ذروة الإنسانية والحقوقية، من الإجحاف أن يجف ريق موظف وربما يلحقه جفاف دمه في عروقه وهو يطالب بحق من حقوقه لأكثر من سبعة اشهر! الأخطاء واردة وتحدث في كل مكان، والمحاسبة واجبة لمعرفة اصل الخلل والمبادرة ضرورية، وفي بلادنا الكثير من المسؤولين “الغيورين” الذين لا يرضيهم مثل هذا الوضع لفرد، فكيف لعشرات؟ ومن الصحة أن تبادر “الصحة” بحل سريع وحاسم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط