«السعر المخادع»

يطلقون عليه «السعر العادل» من ضمن سلسلة استغلال الصفات والأسماء لجمع أكبر عدد من المغرر بهم. السعر العادل هو ما تطرحه في وسائل الإعلام المقروءة والمشاهدة شركات استشارية وصناديق استثمارية خاصة… كل فترة، ترغب فيه ناصحة بشراء ذلك السهم وأنه يستحق كذا أو لا يستحق. وتعارض المصالح في هذا واضح صارخ، ما الفرق بين هذه الجهات ومنتديات الإنترنت؟ هل يجب أن نعيش فترة تجميع وتضخيم رؤوس أموال جديدة لبعضهم على حساب القاعدة العريضة من المجتمع؟
أوقفت منتديات على الإنترنت ورسائل جوال توصيات، لكن هذه الشركات تقوم بالدور نفسه جهاراً نهاراً وهي مرخصة من هيئة سوق المال، والأخيرة «المال» صامتة.
هذا عيب بيّن، يحسب على هيئة سوق المال، لأنها لم تتخذ إجراءً صارماً تجاهه.
يا دكتور عبدالرحمن التويجري حفظك الله، اتخذ موقفاً إحقاقاً للعدل والشفافية وعدم استغلال البسطاء.
***
قال مدير التوجيه والتوعية في وزارة الداخلية علي بن شايع النفيسة لـ «الحياة»: «إذا لم تضبط العاطفة والحماسة الدينية فستنقلب عاصفة هوجاء»، في معرض إشارته إلى جهود لجنة المناصحة. هو محق بذلك، رأينا وعايشنا من النتائج ما الكل به عليم، أيضاً وزير الشؤون الإسلامية طالب أئمة المساجد برد الفتن محذراً من خلايا نائمة، ليست المرة الأولى التي يطالب فيها.
إننا بحاجة إلى فتح ملف استغلال العاطفة الدينية في كل منحى من مناحي حياتنا، وإذا كان الإرهاب هو الأبرز وله الأولوية لأهميته وخطره على الاستقرار فإن من الواجب أن نلتفت لكل أنواع ذلك الاستغلال، وهي كثيرة جعلت الشكل في مجتمعنا يطغى على المضمون، ثم أنها تغذي بعضها بعضاً. العاطفة الدينية استغلت تجارياً واستثمارياً ووظيفياً أيضاً، قبل أيام ابتهجت بإشارة إلى ذلك عن المساهمات وتوظيف الأموال من الشيخ عبدالمحسن العبيكان في برنامج تلفزيوني، وما أحوجنا إلى التركيز والاستمرار بطرح هذه الظاهرة.
***
رحم الله تعالى فقيد الأمة العربية الدكتور عبدالوهاب المسيري وغفر له، هو بحق فقيد للأمة من المحيط للخليج، أخلص الرجل لعلمه وتخصص في الحركة الصهيونية، العدو الأول للعرب والمسلمين في زمن الانكفاء والتطبيع والتطبيل. بالمصادفة قبل أشهر شاهدته جالساً في بهو فندق الخزامى في الرياض فسلمت عليه، أخبرته أني أحبه في الله تعالى، سألته عن تلاميذه لمواصلة الدرب في فضح هذه الحركة الخبيثة فطمأنني، رجل عَلّمَه عِلْمه التواضع، ويحق للسعوديين أن يفتخروا ببلادهم التي احتضنته بالتقدير والرعاية، ليس في ذلك مِنّة بل حث على احتضان العلماء، ولعل في إطلاق اسمه على موقع مميز علامة مضيئة للأجيال. يحق لكل مصري وعربي أن يفتخر بعالم مثله… إنه قدوة في الإنتاج والإخلاص لعلمه، رجل نحتاج من أمثاله إلى كثير، رحمه الله رحمة واسعة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «السعر المخادع»

  1. سعد الغامدي كتب:

    “سألته عن تلاميذه لمواصلة الدرب في فضح هذه الحركة الخبيثة فطمأنني” أرجو يأستاذ عبدالله أن تواصل الحديث عن هذا العالم الفذ الذي لم نكرمه حق التكريم الذي يليق به. ولعلك توضح لنا وتطمأننا الى الطريقة التي طمأنك بها الدكتور المسيري في مواصلة دربه ومنهجه الفكري الاصيل لكشف الزيف عن التشكيلات الحضارية الغربية الامبريالية وربائبها من الجماعات اليهودية والصهيونية، وفي نفس الوقت تعزيز الثقة بالهوية العربية الاسلامية في زمن العولمة والامركة والكوكلة. ولقد شرفت بأن كنت أحد تلاميذ فقيد الامة الدكتور عبدالوهاب المسيري حينما كنت طالبا في قسم الادب الانجليزي بجامعة الملك سعود في منتصف الثمانينات، وأنا مدين له بالكثير من المعارف والمنهجية التي أستفدتها منه، حيث كان استاذا جامعيا مفكرا وفريدا من نوعه وباعثا على الحيوية الاكاديمية ومتجاوزا للاطر التقليدية للتعليم الاكاديمي، درست على يديه ثلاثة مواد في الادب الانجليزي كانت من أمتع وأخصب التحصيل المعرفي والجامعي بالنسبة لي. كانت محاضراته ورش عمل فكرية وأدبية وفلسفية ودراسات مقارنة حضارية عميقة وكاشفة، كنا نشعر من خلالها بالتطور المعرفي يوما بعد يوم. وحينما تقرر انتقاله الى جامعة الكويت حزنا أنا ومجموعة من طلابه الذين فهموا منهجه وعشقوا طريقته. فحاولنا ثنيه عن الانتقال وحاولنا مع بعض اساتذة القسم آنذاك ولكن الامر كان منتهيا. وما ذاك الا لاننا شعرنا أن انتقاله خسارة فادحة ليس فقط للقسم بل للجامعة وللبلد. وبعدها توقف تطورنا المعرفي على طريقة المسيري وواصلنا التحصيل الجامعي بالطريقة التقليدية السطحية التي نجتر فيها المعلومات ونعيدها للدكتور في ورقة الاجابة ثم ننساها. لكن المسيري علمنا كيف نفكر، أخذنا الى مكتبة الجامعة وعلمنا كيف نبحث ونصل الى المراجع، علمنا منهجية التفكير التحليلي والاستنتاجي، كان يقول لنا أن المعلومات والحقائق الصغيرة التي يجمعها الطالب أمر مهم ولكن الاهم الوصول الى الحقيقة من خلال هذا الكم وبلورة رؤى من خلال التحليل والربط والوصول الى نتائج لها قيمة معرفية وقدرة تفسيرية، كان يعلمنا المصطلحات الحضارية التي تساعدنا على ذلك. يعني كان يزودنا بادوات التحصيل المعرفي التي تبقى معنا ما حيينا، وفي هذا أشهد له بالنجاح والتميز. فأنت ياستاذ عبدالله أصبت عندما استشعرت أهمية أن يكون له تلاميذ يواصلون مدرسته ونهجه، ولا شك أن الدور الآن يقع على الباحثين والمفكرين الذين أفادوا من علم المسيري أن يشتغلوا على اكتشاف انتاج المسيري الفكري ونقله بامانة الى الاجيال القادمة. وللمعلومية فان للدكتور المسيري موقعا على الانترنت يحوي الكثير من انتاجه http://www.elmessiri.com وأتمنى أن يسعى ذوي المسيري ومحبيه الى أن ينشأ باسمه مركزا للدراسات الحضارية، حيث برز وأبدع في هذا الحقل المعرفي وسيكون هذا المركز منارة علمية لمعرفة الآخر بأطيافه المختلفة وتقديم حضارتنا للعالم، وهذا أفضل تكريم للمسيري حيث يستطيع تلاميذه مواصلة البحث على هذا الدرب. ولا يفوتني أن أقدم خالص التعازي وصادق المواساة الى زوجة الفقيد الدكتورة هدى حجازي رفيقة دربه وعونه بعد الله، والى ابنه ياسر وابنته نورا وحفيده نديم، سائلا المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد فقيد الامة بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنة. آمين

  2. خالد البراهيم كتب:

    طيب يا كاتبنا الكبير هل تعلم أن مصطلح تضارب المصالح اصله زاته على قول إخواننا السودانيين موجود في هيئة السوق المالية، هل تعلم أن أغلب أعضاء مجلس الهيئة هم من رؤساء شركات الوساطة المالية او البنوك كيف ذلك لا اعلم ما رأيك الكريم؟

التعليقات مغلقة.