كاتب لا يتفاعل مع القارئ هو في حقيقة الأمر يكتب لنفسه وعنها، ربما يكون له قارئ واحد أو عدد محدود من المجاملين لا يتجاوز «الشلة».
قبل فترة قال لي زميل محترم يكتب في صحيفة يومية محترمة إنه قرر إلغاء نشر بريده الإلكتروني في ذيل زاويته، السبب أنه رأى تأثير رسائل القراء عليه، بمعنى أنه جرى توجيهه لوجهة لا يريدها، أو التشويش على وجهة هو راغب في السير على جادتها، التفسير مني.
استغربت… ليس لأن لا طعم للكتابة من دون تفاعل القارئ فقط، بل لأن لا قيمة لها. إنها في هذه الحالة مثل «شخبطة» على جدار داخلي لاستراحة لا يزورها سوى صاحبها.
السؤال الذي يطرح عادة على الكاتب هو: لماذا تكتب؟ وهو سؤال سهل ممتنع. في إجابته صعوبة لمن يقدّر القراء وهمومهم، مع ما في هذا الحمل من ثقل، هي همومه أيضاً وإن لم تمسّه مباشرة لأنه منتم إليهم، بالنسبة إلى الكاتب الأحادي الاتجاه من السهل عليه الإجابة. ربما يمنعه البوح بها مقدار الضرر الذي ستحدثه صراحته.
لست أستاذاً في الصحافة، ولا أطمع في أن أكون كذلك، كما أني لست من هواة المزايدة على القراء، لكني تابعت الردود بين الزميلين الكريمين عبدالله عمر خياط وعبدالله أبو السمح.
أرى أن الكتابة فعل إنساني، بما تعنيه هذه الصفة العميقة من حقيقة التفاعل مع المحيط تفاعلاً إيجابياً بعيداً من الأنانية الضيقة بما فيها «التمصلح».
لذلك لا بد من أن يكون التفاعل مع القارئ هو أساس الكتابة في الصحف وغيرها. إنه الهدف، وإلا يمكن لأحاديي التوجّه في الكتابة أن يكلّموا أنفسهم بدلاً من أن يكتبوا فيريحوا ويستريحوا.
هذا لا يعني على الإطلاق أن يكون الكاتب أداة سهلة التناول في يد قارئ، بل هو مختبر تسنده التجربة والخبرة وأدوات ميزته عن غيره، وظروف محيطة، ليفرز الغث من السمين، والممكن من غير الممكن.
إن من السهل اتهام رسائل قراء بالكيد لشخص أو جهة، ربما في هذا شيء من الحقيقة… أحياناً، إنما من الخطأ الكبير في حق المجتمع الركون إليه وتعميمه. رسائل القراء فيها من كل شيء. قد يتفاعل الكاتب مع بعضها، ولا يستطيع تبني ما جاء فيها. وفي هذا الاهتمام معاناة.
الكاتب لديه خيارات تحكمها قيم يؤمن بها، هذه القيم ربما تكون إيجابية في عُرف الناس، وربما تكون «قلة سنع وعقل» في عُرف آخرين ممن يرون الأمور بمنظارهم الخاص. الحكم يحدده ما ينفع الناس… أكبر عدد من الناس. كلما كبر الرقم كبرت المنفعة. إنها المصلحة العامة التي تحافظ على حقوق الأكثرية فتحمي المجتمع.
في الأمثال الشعبية مثل يقول: «فلان ضرس أعلى يأكل ولا يؤكل عليه»، وهو معبّر عن واقع كاتب الاتجاه الواحد
تحياتي لك ولقلمك النابض بالحياة
اتسآل دائما ومعي كثر هل يوجد قارئ واحد يقرأ لمن هو مثل الكاتب عبدالله ابو السمح؟
هؤلاء يكتبون لانفسهم وعن قصصهم وسفرياتهم وعن مصالهم الخاصة؟
صدقني انني اكاد اجزم ان مثل هؤلاء لا يقرأ لهم الا اصحابهم.
وفي الجاتب الاخر يوجد قارئ يشتري الجريدة لان فيها كاتب (مثل الاستاذ عبدالعزيز السويد) واحد يحدث الفرق.
والله لا اقولها لك مجاملة ولكن اكثر من زميل وانا اولهم لو لم تكن كاتبا في جريدة الحياة لما بحثنا عن الجريدة من مكان لاخر لان الاخوان في جريدة الحياة يبدو لي عندهم ازمة في الورق لذا يكتفوا بطبع نسخ محدودة تنفذ بسرعة وانت السبب!!!!
ياليت تنقل لهم هذه الملاحظة لان ليس كل القراء يحب ان يقرأ الجريدة على النت… والا سوف نختطفك نحن محبيك الكثر ونسلمك لاحد الجرائد التي توزع نصف نسخها مجانا ثم تدعي انها الاكثر مبيعا !!!
تقبل تحياتي دائما
حياك الله . أبو أحمد
أستاذى الغالى مأستحق أن يولد من عاش لنفسه فقط والكاتب ماهو ألاقراء وجمهور وأناس يحبوه ويحهم ومنهم وبهم يجد الكاتب ماسطرته يمناه وقلمه فى الناس وفى عقولهم وفكرهم ورائيهم ومشاركتهم فى كل ماهو جديدوتعايشعم معه الماضى والحاضر والمستقبل تعنى دوام
التواصل والمحبة فى الله عن قلب إنسان واحد بل كل إنسان على سطح الأرض ..
الله يعطيك ألف عافية أبو أحمد , ودمتم لمحبينك,
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى