متاريس وأقنعة.. في الرياض!؟

أحسنت جريدة “الرياض” عندما أبرزت خبراً “تحذيرياً” عن استغلال تجارة أقنعة الغاز “الكمامات” للناس، وعلى صفحتها الأولى، ثم نشرت تحقيقاً للزميلة سحر الرملاوي، قال فيه أحد البائعين ان الناس يسألون ولا يشترون وتوقع ارتفاع المبيعات بعد اسابيع، وهو هنا يحلم ويتمنى.
أجواء الكمامات أعادتني لكمامات عام 1991، عندما اكتشفنا ان الشماغ أجدى وأكثر لطفاً بنا وبمراحل، وان تحذيرات المذيع ليست سوى رسائل رعب، ومثل ما قال المذيع للناس تلك الأيام البسوا الأقنعة وتسعون بالمائة ليس لديهم شيء منها،… يصمت الدفاع المدني هذه الأيام.
الدفاع المدني هو الجهاز المسؤول رسمياً عن سلامتنا نحن المدنيين، ولابد أن يضعنا في “الصورة” الحقيقية، وهو قال عندما اطلق صفارات الإنذار انها… “تجربة”.
يظهر انهم تذكّروها مؤخراً، ثم علق مسؤول فيه عندما سئل عن الاستعدادات للحرب بتطمين جعلنا… “نكبر الوسادة”، فما الداعي للكمامات؟، إذا قالوا ان التجارة حرة، أقول نعم هي حرة متى ما أردتم، لكن هذا الترويج للكمامات يجعل الناس في فزع، فهل يخفى على الدفاع المدني ما يفعل الفزع بالناس؟، أليس الفزع مسؤولاً عن كثير من الحوادث والإصابات، وجاءت الطامة الأكبر بقناع آخر، عندما أعلن مصنع للأكياس البلاستيكية عن استعداده لتزويد من يرغب من انتاجه من “المتاريس”، أي أكياس الرمل، وأين جاء هذا الإعلان؟… في جريدة “الرياض”!.
هل بلادنا في حالة حرب؟.
بالتأكيد الجواب بالنفي قطعاً، إذن ما هي المصلحة أيها السادة من مثل برامج التسويق هذه؟، أقنعة ومتاريس!؟، لو سمح لبعض التجار فليس لديه مانع من بيع القنابل وراجمات الصواريخ!؟، فهل نتركهم يقودون الرأي العام!؟، وفي ظروف حرجة مثل هذه، ونحن الذين نطالب بمحاربة الشائعات!؟.
تركت مثل هذه المهرجانات التسويقية الناس في حيرة، فمن يصدقون؟، نزول الكمامات للأسواق وأخبار تلفزيونية عن استعدادات جنود أمريكا بالأقنعة في الكويت أم تطمين “قديم” غير شاف من الدفاع المدني!، الذي فقد صوته مؤخراً!؟، ثم كيف لهذا الدفاع أن يكسب ثقة الناس بعد هذا؟.
أما هؤلاء التجار فأقول لهم يا جماعة خافوا الله؟، ما هكذا تجمع الثروات. في عام 1991والصواريخ تتساقط على الرياض لم نحتج بلطف من الله الكريم لتلك الأقنعة ولن نحتاج لها في حرب بوش القادمة بمنّه وفضله، فانفضوا أيديكم منها، واتركوها “تنشب” في حلق من يستغل فزعكم، وكنت سأكتب محذراً القراء من الشائعات وبعد سالفة المتاريس والأقنعة لم يعد لدى قلمي “وجه”، واكتفى “باللطمة”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.