احفر واطمر

الحفر والردم من ضروريات التنمية، مع اتساع المدن وزيادة عدد السكان وملاحقة ذلك بالخدمات، هذا واقع مفهوم، بل إن بعضهم يفرحون عند ظهور آلات الحفر والمعدات الثقيلة في أحيائهم.
عند تسويق الأراضي الجديدة يشير الدلال العقاري إلى أن الحفر بدأ أو سيبدأ… يقول مستخدماً إصبعه انظر إلى آلات الحفر! هي بنظره من المبشرات… المسوقات.
مع كونه من ضروريات التنمية وتحقيق الرفاهية فهو يأتي في الغالب لاحقاً، أي بعد تزايد عدد السكان وبروز حاجاتهم وارتفاع أصواتهم المطالبة… فمن الأحلام أن يكون الحفر وتجهيز الخدمات سابقاً، ثم وهنا بيت القصيد يستمر الحفر في التكرار.
طوال سنوات التنمية لم نستطع التعامل لإدارة شؤون الحفريات… مع أنها قاسمتنا حياتنا، لذلك تجد أن الشركات تتعاقب على الشارع نفسه، ربما أضاعت شيئاً وتبحث عنه، كأنهم ينقبون عن معادن كريمة أو مدينة أثرية مطمورة، ربما هناك رهان على شيء ثمين يقع أمام منزلك أو هي مسابقة لأسرع حفريات! وكل شركة تقوم بسفلتة الشارع لتأتي جديدة تشق بطنه قبل جفاف الزفت، والمشكلة في التنسيق، وهو شأن كبير وفن وإدارة لم نستطع إجادته مع كل تلك الخبرات الزمنية والأجهزة المعنية، فهي خبرات «طيارة» تأتي مع شركة وتذهب مع أخرى.
يتساءل بعض سكان أحياء العاصمة… الرياض، ما هي فائدة مشاريع شبكة المجاري التي نفذت وهي لا تستخدم؟ تمر أعوام وأعوام والشبكة مطمورة تحت الأرض ومتوقفة على شبكيات المنازل، ولا يشبك أحد! أليس لها عمر افتراضي محدد. يتناقص كل يوم. بل إن لا جهة معنية تهتم بشرح المعوقات للسكان ولماذا هذا التأخير… كأن لا علاقة للسكان بالأمر… الحديث الغالب عن مشاريع جديدة؟ والنتيجة طفح في طفح… يحيط بالأحياء وتنهمر في شوارعها مياه آسنة، وأثار طفح مياه المجاري على الإنسان أكثر من أن تحصى، إضافة الى كونه مظهراً غير حضاري…
الناس يتساءلون، والكاتب معهم، هل مشاريع شبكات المجاري التي نُفّذت ورُدمت وتحمّل السكان «نأسف لإزعاجكم… عمال يشتغلون»، ولم تدخل إلى العمل، هل أنشئت وصممت للاستخدام؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على احفر واطمر

  1. م/ صالح الهبدان كتب:

    الأستاذ عبدالعزيز
    أود ان اعلق على مقالك يوم الخميس 27/11 بصفتي مديراً لإحدى شركات المقاولات العامله بمشاريع الصرف الصحي بالرياض. إن مشكلة التنسيق التي تحدثت عنها ليست مشكلة المقولين وانما هي نتيجة عدم التنسيق والتعاون بين الجهات الحكوميه بل ان الوضع يزداد سوءاً عندما تصفي بعض الجهات حساباتها بين بعضها البعض من خلال المقاول. فهل المقاول مطالب بإصلاح هذه الجهات ام انه أنه انعكاس لجودة لمجموعة من المتغيرات التي يتحكم بها صاحب العقد. أتفق معك ومع كل من ينتقد تنفيذ المقاولين في كافة الأنشطة لكن هل قامت الجهه الأقوى والأهم بدورها وحددت مسئوليات المقاول بالتنفيذ فقط. هل سوء النيه وإفتراض ان المقاول متلاعب هو الأسلوب الأمثل ل‘دارة المشاريع في بعض الجهات الحكوميه. أوكد لك من خلال التجربه ان إصلاح إدارات المشاريع كفيل بفلترة المقاولين وتحقيق الأهداف المرجوه من صرف المليارات على هذه المشاريع. وإذا رغبت في الإستفاضه بهذا الموضوع فأنا على أتم الإستعداد تحقيقاً للمصلحه العامه. ولك مني جزيل الشكر..

    أخوك
    صالح الهبدان

  2. سليمان الذويخ كتب:

    شبكات انشئت وطمرت من قبل مقاول
    وستسلم لغيره ليقوم بتنفيذ الجز الثاني بزعمهم وهو التفريعات للمنازل
    وعليك ياللي ما تضيع
    يبون يدورون سلسلة ذهب طاحت من عنق فلبيني :)

  3. أبو فهد كتب:

    لله درك يا أستاذ عبدالعزيز
    تعلم أين تكمن المشكلة ؟
    كل مقال من مقالاتك يحتاج لعشر سنوات لكي يتم إيستاعابه من المعنيين بالأمر
    وعشر أخرى لدراسته والتحقق من أسبابه وعشرون أخرى لتفادي تكراره
    وستون سنة لتنفيذه بشكل سليم . لذا أهنئي الأجيال القادمة بتحسن مستوى الحفريات .

    واصل يا أستاذي .. كثر الله من أمثالك وأمدك بالصحة والرضى والعافية

التعليقات مغلقة.