بين القهر والخجل

مثلما هو العجز أمام قتل الأطفال والنساء موجع فإن المزايدة أكثر إيلاماً، والفلسطيني في غزة آخر من يحتاج إلى مزايدات كلامية ونيران تصاريح شقيقة، لن يستفيد منها، ولن تخفف عدد الطلقات التي يتلقاها صدره، ولن تحمي أطفاله ونساءه من صواريخ الطائرات الإسرائيلية المتوحشة. وسقف بيته إن بقي له سقف لن يسلم من الهدم على أم رأسه، وإذا كان هناك وضع مر أقل مرارة مما هو متاح غيره فإن الخجل أفضل من المزايدة.
بين واقع الخيارات المرة  قال الأمين العام لجامعة الدول العربية: «إننا نشعر بالحزن والأسى وربما بالخجل مما يجري في غزة»، وأعضاء الجامعة العربية «ربما» هم متفقون على الأهداف الكبرى، «دولة فلسطينية مستقلة»، لكنهم مختلفون على الوسائل والطرق والأساليب للوصول إلى هذا الهدف. انشقاق الصف الفلسطيني أسهم في الاختلاف ومكّن من تجذيره وترسيخه.
والخجل هو الشعور السائد المغلف لمشاعر الحزن والقهر، فلو كان ما يحدث في غزة واقعاً في بلاد بعيدة لإنسان لا تربطنا به أخوة لشعرنا بالحزن والأسى، إنما هل تؤدي هذه الجرائم المرتكبة في غزة، بكل آثارها وتداعياتها على العرب، لرد فعل تتبلور معه استراتيجية عربية موحدة ولو طويلة الأمد… تجاه الدولة الصهيونية؟ الواقع لا يشير إلى ذلك، لأن التغذية الصوتية للخلافات العربية، ومحاولات إلقاء اللوم على طرف من طرف آخر، قائمة على سن ورمح.
حتى الدول العربية التي تستطيع ممارسة ردود فعل تجاه الدولة الصهيونية من دون خسائر مهمة لم تقم بهذا.
الدول العربية التي افتتحت مكاتب تجارية للدولة الصهيونية في بلادها أو سفارات، لن تخسر شيئاً إن أقفلت هذه المكاتب، تضامناً مع أهالي غزة. يمكنها أن تقدم نموذجاً عملياً لموقفها الداعم ليتوافق القول مع الفعل، تبعث برسالة واضحة المعالم لمن يجب أن ترسل إليه الرسائل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على بين القهر والخجل

  1. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    صحيح أستاذي الحبيب كل ماتقوله.
    إننا نشعر بالحزن والأسى وربما بالخجل مما يجري في غزة»، وأعضاء الجامعة العربية «ربما» هم متفقون على الأهداف الكبرى، «دولة فلسطينية مستقلة»، لكنهم مختلفون على الوسائل والطرق والأساليب للوصول إلى هذا الهدف. انشقاق الصف الفلسطيني أسهم في الاختلاف ومكّن من تجذيره وترسيخه.
    والخجل هو الشعور السائد المغلف لمشاعر الحزن والقهر، فلو كان ما يحدث في غزة واقعاً في بلاد بعيدة لإنسان لا تربطنا به أخوة لشعرنا بالحزن والأسى، إنما هل تؤدي هذه الجرائم المرتكبة في غزة، بكل آثارها وتداعياتها على العرب، لرد فعل تتبلور معه استراتيجية عربية موحدة ولو طويلة الأمد… تجاه الدولة الصهيونية؟ الواقع لا يشير إلى ذلك، لأن التغذية الصوتية للخلافات العربية، ومحاولات إلقاء اللوم على طرف من طرف آخر، قائمة على سن ورمح…
    الله يعطيك ألف عافية..ودمتم لمحبينك :

  2. هيفاء قطب كتب:

    جزاك الله ياكاتبنا القدير لعل وعسى.

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الفاضل ماادري هوجو تشافيز ايش يعود !

  4. n&n كتب:

    اللهم انى ابرأاليك من الخونه من امتى واسألك الشهاده على ارض معركه عاجلا غير اجل 0

  5. سليمان الذويخ كتب:

    الدول التي فتحت ابوابها للسفراء الصهاينة كانت من باب ها انذا
    وبالتالي يصعب عنهم ترك ذلك الموقف

    تماما كمن يدخن وهو في المراهقه ليثبت لغيره انه يسوي اللي يبي
    واذا كبر ما قدر ينسى اللي هو ما يبي!

    فهمتا وش ابي؟

  6. cat كتب:

    فلسطين يا أم شعب طريد
    وحق سليب ألا فاسمعي
    مضى ما مضى وأنقضى الاتكال
    وأقبل زحفك في المجمع

    فلسطين يا عذبة الذكريات
    ويا خير دارٍ آلا فاسمعي
    سأهدم فيك قلاع اليهود
    وأسقيك بالدم من أضلعي

    أطلت على رءوسنا شمس فداك
    ويا شمس في موطني شعشعي
    ويا صرخة من حناجر شعب
    أبي قوي الخطى لعلعي
    سأنثر حولك زهر الربيع
    لينمو بك الزهر من مدمعي

    فلسطين إنا حلفنا اليمين
    لنخرج منك العدو اللئيم
    و تغدو ديارك للعائدين
    فلسطين (جئناك فى الموعد)
    أول قصيده حفظتها لفلسطين عندما كنت في المرحلة البتدائية وهي للأديب السعودي الشاعر سعد البواردي، ولكن كالعادة لم يأتي احد في الموعد وخذلها الجميع…. غزة لم و لن يأتيها احد……………. ونصرها من عندالله فقط.
    ولك كل التقدير

التعليقات مغلقة.