أخلاق

هل تتآكل الأخلاق الكريمة والقيم في مجتمعنا؟ سؤال فرضه الطرح المستمر الذي ألمسه عن تراجع الأخلاق وشعور فئات من المجتمع بذلك، من خلال التعاملات اليومية، مثلاً فئة التجار لم تعد كلمة الشرف كافية لإبرام الاتفاقات، بل إن الأخيرة يجب أن تصاغ بصورة خاصة وحذرة… خوفاً من حفر مطبات، في حين كانت مكالمة هاتفية في السابق كافية لإبرام صفقة بالملايين. في السابق أيضاً كان المدين يذكر الدائن بحقه عليه. قد لا تكون هذه الصفات هي السائدة في زمن مضى لكنها كانت بارزة وغير مستغربة، أيضاً كانت هي القدوة، لك أن تسأل «ماهية» القدوة الآن؟
الانطباع نفسه ظاهر في المهن والانضباط في أداء أمانتها وشروطها، وقبل أيام كنت في صحبة رجال كرام معظمهم له تجربة ثرية، خبر الإدارة والتعامل مع أصحاب مهن من الصفوف الأولى في المجتمع، ولمست الانطباع نفسه.
ولأننا في «حيز» محدود لن ندخل في تأثيرات التنمية أو التطور على الأخلاق، وهجرة قاطني الصحراء والريف إلى المدن، وكيف تشكلت الأخيرة، ولكل بقعة أخلاقها… ولها تأثيرها على أهلها، اترك هذا مع أن هناك جذوراً لكل ما نراه من تراجع في حسن المعاملة… أو تغير فيها. سأركز على المسؤولية ومن تقع عليه في صيانة الأخلاق، فهي أيضاً بحاجة إلى صيانة وتقويم وتعلية للقدوة الحسنة.
من السهل عند الحديث عن الأخلاق الإشارة لدور التربية في المنزل، وهو أمر حقيقي وصحيح لكنه غير كاف وحده… لِمَ؟ لأن التنافس بل الصراع هما سمة الحياة، فإذا قمت بتربية ابنك على الصدق والأمانة – على سبيل المثال – ربما يكون هذا في ظل واقع أخلاق متردية نقطة ضعف فيه تجعله ضحية لبعض من حوله. هنا يأتي دور الضابط الأمين والعادل الذي يصون الأخلاق وتمثله – في تقديري – الحكومات بأجهزتها المختلفة وقوانينها ومدى عدالة تطبيقها وسرعته وإشهاره، تعزيزاً للأخلاق الحميدة والقيم الصحيحة، وردعاً لنقيضها. وكلما كانت هذه الأجهزة حارسة حقيقية للأخلاق والقيم فهي ستعزز الأخلاق والانضباط، فتكون للتربية في المنزل نتيجة في الشارع والمكتب والمصنع.
والمجتمع السعودي لا يختلف كثيراً عن بقية المجتمعات العربية عموماً، والمجاورة له جغرافياً أكثر تطابقاً في الصفات والعادات التي يُعبِر عنها السلوك، وهي من مظاهر الأخلاق، إلا أنه يوصف بشدة التدين، وهو أمر حقيقي، لكنك لا ترى انعكاساً معقولاً لهذا التدين في التعامل. ولك في الشارع وقيادة السيارات نموذج يمكن القياس عليه، وفي المكتب وحتى المنزل. والسبب أن الشكل أو المظهر، خصوصاً في التدين، طغى على المضمون، فهو المحدد للانطباع ومن ثم التعامل، والسلبيات التي ظهرت لطغيان الشكل على المضمون كثيرة بل لا تحصى، اقلها التمصلح من وراء مظهر المتدين. انظر إلى توظيف الأموال والمساهمات نموذجاً أما في القاع فانظر إلى قضايا حراس مساجد سبق نشرها، وهو ما يجب أن نبدأ في التفكير بإصلاحه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على أخلاق

  1. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    يقول الكاتب..يحفظه الله.
    جغرافياً أكثر تطابقاً في الصفات والعادات التي يُعبِر عنها السلوك، وهي من مظاهر الأخلاق، إلا أنه يوصف بشدة التدين، وهو أمر حقيقي، لكنك لا ترى انعكاساً معقولاً لهذا التدين في التعامل. ولك في الشارع وقيادة السيارات نموذج يمكن القياس عليه، وفي المكتب وحتى المنزل. والسبب أن الشكل أو المظهر، خصوصاً في التدين، طغى على المضمون، فهو المحدد للانطباع ومن ثم التعامل، والسلبيات التي ظهرت لطغيان الشكل على المضمون كثيرة بل لا تحصى، اقلها التمصلح من وراء مظهر المتدين. انظر إلى توظيف الأموال والمساهمات نموذجاً أما في القاع فانظر إلى قضايا حراس مساجد سبق نشرها، وهو ما يجب أن نبدأ في التفكير بإصلاحه..
    هذا صحيح…
    الله يعطيك ألف عافية .أستاذي الغالي،،
    سلمت يمناك.ودمتم لمحبينك :

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب الدكتور العالم عمرعبد الكافي ان لم اخطاء في الاسم
    وهو عالم في علم الكواكب والاجرام وداعية اسلامي وهذه معلومات بدائية اعذرني استاذي اثبت ان هناك علاقة بين بين تصرفات البشر واخلاقياتهم ومجريات حياتهم في التعامل مابين بعضهم البعض وبين مايحدث من جدب للمطر وارتفاع شدة الحرارة وجفاف الاراضي وموت الماشية والتجار جزء من هذه المنظومة وليكون موضوع الزكاة مثالا عليها واخراجها واثرها في القضاء على نسبة الفقر التى ارتفعت وسيادة الحب والطمأنينة بين الناس التي اصبحت ترغب في نهش بعضها البعض من شدة الفقر المدقع الذي اصبحوا يرزحون تحت نيرانه .. قلمكم الكريم صور وصاغ معاناة فقراء موجودون في محافظة القنفذه يعيشون في صنادق منذ العام تقريبا ولم يحدث شئ بالامس الكاتب عبدالله باجبير اطلق نفس الصرخة عن نفس هولاء الاخوان وماعندك احد
    اصبحنا نصلي عشرين مرة صلاة الاستسقاء في العام في امل ولكن
    السحب اصبحت تكره حتى المرور علينا فقط حتى تصدق استاذي انه عندما يصرح مسؤل الزكاة والدخل ان هناك مؤسسات وقطاعات لن تدفع الزكاة لاكثر من ثمانية عشر عاما واحسب التغييرات التى لازمتنا تجدها في نفس التاريخ الدعاء الله يصلح القلوب فقط تحياتي حبيبنا ابو احمد ..

  3. جلال كتب:

    من المسئول عن تغير الاخلاق ؟
    ومن اين تستمد الاخلاق في المجتمعات ؟اما من نظام ما اوشخصية ما او تعاليم دينية او او
    جعلت العاتق الاكبر على المنزل وتناسية المدرسة يا استاذي عليك النظر في المقررات الدراسية وترى فيها الكثير من العقائد والقليل من القيم والاخلاق لذا نرى الناشىء يتربى مع الناس ويتعامل معهمى بصفة الاخر وعليه ان يتوب او اباه ان يتوب او او او هذه نقطة والنقطة الاخرى وهي الاهم الطابع المدني وتأثيره على الاشخاص من حيث كيفية التخطيط للمدن مما يجعل الناس اكثر جفاف

  4. عبد الرحيم بخاري كتب:

    حسنا أخي عبد العزيز ، استوردنا كل شيء واسأنا الاستخدام .

    ومن جملة ما استوردناه مقولة تم تحريفها لتخدم قطاعات معينة ،
    هذه المقولة : القانون لا يحمي المغفلين ! وإذا كانت الحكومات لا تحمي الأشخاص الذين يمتازون بحسن النية ، فمن سيحميهم ؟ لنا الجنة ! فهل نصبر إلى يوم القيامة ؟

    لا بأس، هناك مقولة محلية تجاهلنا تعليمها لأبنائنا : إذا لم تكن ذئبا ، أكلتك الذئاب ،
    فهل سيتحول مجتمعنا إلى مجتمع ذئاب ؟

التعليقات مغلقة.