أبت أيادي سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بما عرف عنها من كرم وعطاء واستشعار لأحوال أبنائه وإخوانه المواطنين، إلا وأن تكرم المواطن حمود الشمري، في بادرة واستجابة وتقدير لموقف مبهر من مواطن بسيط ألمّت به مأساة مفجعة، وبدلاً من أن تتضخم المأساة وتترسخ، حوّلها المواطن الشهم إلى حالة أخرى مغايرة… تحولت إلى النقيض، فكانت دهشة كل من اطلع على الحادثة.
كان خبراً مفرحاً وموقفاً نبيلاً عبّرت عنه أيادي سلطان البيضاء، وفي تكريم سمو ولي العهد للمواطن حمود الباتل الشمري تكريم للقدوة الحسنة، وتأصيل لفعل الطيب والعفو، وتشييد لحصن مكارم الأخلاق. عبّر الأمير في لفتته الأبوية الحانية عن كل مواطن علم بقصة حمود وعفوه عن قاتل ابنه وتأثره بها ووقفته مع جيرانه، ونحن أحوج ما نكون لتعلية شأن مكارم الأخلاق وحسن الجوار بين أبناء المجتمع. وفي التكريم صورة من صور تلاحم الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء.
ولو قرأت قصة عفو حمود الباتل الشمري عن قاتل ابنه بتفاصيلها وملابساتها ومبادرته الشجاعة لحظة ذروة الغضب والقهر، لو قرأتها في كتاب أو سمعتها مروية من شيخ أو شاب لما صدقت أن مثلها قد يحصل في زماننا هذا، ولربما قلت إنها من أساطير الأولين، أو مكارم الأخلاق التي تحفل بها كتب الأقدمين… مع شكوك قد تعتريك عن مبالغات وإضافات، فنحن نعيش زمناً آخر غلب عليه الطيش وحب المال وغمط الحقوق، وعندما يبرز نموذج من أوساط الناس وبسطائهم مثل نموذج حمود، فلا بد من أن يلفت الانتباه ويعيد الدماء للوجوه قبل القلوب.
فالشكــر والتقدير لسمو الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز على هذه اللفتة الأبوية، وهو موقف لا يستغرب منه، فسيرة عطائه العطرة حافلة بمواقف منها ما يظهر في وسائل الإعلام وكثير غيرها لا يعلم به إلا قلة من الناس، وهي لفتة بعيدة النظر أصيلة الحكمة، إذ استلت خيط الذهب البراق الذي لمع في موقف حمود لتعلي من شأنه وشأن موقفه، والشكر والتقدير لسموه الكريم مقرون بالدعاء الصادق بأن يعود لنا أميرنا المحبوب سالماً معافى إلى قلوب محبة تنتظره وتدعو له أكرم الأكرمين.
أما حمود الشمري، فإن غراس عفوه أنبتت له إخوة وأبناء من هذا المجتمع التموا حوله وأشادوا بموقفه، كل على قدر طاقته، ولا بد من أنه يشعر بأن روح ابنه عواد – رحمه الله تعالى – تتراءى مبتسمة في كل وجه يقابله.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الله يبشرك بالخير يااستاذ عبدالعزيز وهذه البادرة الكريمة ماهي غريبة ابدا على سلطان الجود والكرم ندعو الله العلي القدير ان يعيده الينا في وطنه الحبيب سالما غانما يارب العالمين .
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ولاة امرنا دائما وابدا وفي كل مناسبة يسجلون مواقف تسجل بحروف من ذهب .. والمرجو والمؤمل ان يكون افراد وشرائح مجتمعنا فيهم من يقتدي بتلك المواقف واقترح من خلال زاويتكم الكريمة ان يتم تسمية معلم من معالم المدينة التي يسكنها هذا المواطن الصابر باسمه تخليدا لموقفه هذا فنحن في حاجة الى هذه الروح السمحة والطيبة بيننا كمجتمع والتي اصبحت عملة معدومة
والله يثيب والدنا الحبيب سلطان الجود والكرم على ماقدمه .
السلام عليكم
الشمرى يستاهل والامير سلطان يفعل
الله يرده للوطن سالم غانم