تلفت انتباهي إعلانات تحمل أفكاراً خلاّقة من حيث المضمون مع أسلوب الطرح، وأيضاً التفت إلى الإعلانات «الهايفه» ضاحكاً على الأخيرة من فقر إبداع يشتكي منه فريق عملها، في حين أتوقف عند الأولى تقديراً واستمتاعاً.
آخر إعلان لفت انتباهي هو إعلان «أكلك حلال» الذي تبنته مجموعة عبداللطيف جميل، وهو يُبث في أكثر من قناة تلفزيونية، طارحاً بأسلوب جميل سؤالاً عن مصدر الرزق، هل هو حلال أم حرام؟ ونعلم أن المال الحرام نار موقدة وإن تمتع به صاحبه في الظاهر، سواء كان الأكل عبارة عن سيارة فخمة وتذاكر سفر، أم امتلاك شقة في لندن وأخرى في بيروت. ومن متابعتي، هذا هو الإعلان الوحيد الذي تطرق لأمر مهم مثل مصادر الرزق، مع وضع تجاري، معظمنا يعلم إلى أين وصل.
والحرام بيّن واضح، وإن ظهر أكثر بروزاً في البيع والشراء لسلع أو خدمات، واستتر باستغلال نفوذ وإثراء في القطاع العام أو الخاص. والإعلان… أي إعلانٍ لسلعة أو خدمة يمكن أن يفضح الحلال من الحرام عندما يوضع تحت مجهر الصدقية والدقة في وسائل الجذب التي استخدمها من عبارات وميزات يروّج لها… قد تكون صحيحة وقد لا تكون، صغرت الحروف أم كَبُرت.
إعلان «أكلك حلال» وسيلة وعظ وتذكير جديدة، امتاز بالفكرة الخلاّقة التي زادتها نجاحاً أصالتها، ونحن بحاجة للتذكير لأن التكالب على تحقيق الثراء بأسرع الوسائل انتشر من دون تدقيق في المشروعية، لهذا الامتياز ولحاجة المجتمع أرشحُ هذا الإعلان الأفضل لهذه السنة إلى أن يظهر أفضل منه، ومن هذا الباب أطالب بنشره. مثلاً أقترحُ أن يصبح مادة تبث قبل كل ندوة أو منتدى، بل وكل اجتماع للجنة أو ورشة عمل، سواء في الغرف التجارية أو الجهات الحكومية.
الوعظ والتذكير لهما أثر كبير وما زلت أجد أن غالبية الإخوة الوعاظ مع كثرتهم يتجنبون تناول ما يشغلنا، وهم إن تعرضوا له – نادراً – كان الطرح عاماً في قالب معتاد عليه لا يتلمس الشواهد الحاضرة، فيكون التأثير محدوداً. ومع الوعظ في خطبة الجمعة والإعلان التلفزيوني، لا بد من وقفة مع الجهات الرقابية الحكومية التي حتى الآن لا تعلن عن نفسها كما يجب، ولا تفتح الباب لمن يريد التعاون معها. التحذير والتذكير لن يحققا المراد من دون الردع وتقديم نماذج يُشهّر بها وعقوبات تنالها أمام المجتمع. وإذا كان أمر بعض التجار الفاسدين مفضوحاً وإن لم تُعلن الأسماء رسمياً، فإن الأبواب ومكاتب فخمة تخفي فساداً آخر، أقله التنفع والإثراء من «أعمال» جهات حكومية، عن طريق تلزيمها لشركات «شقيقة» وعندما تفوح الروائح النتنة يجري استخدام مؤسسات وشركات «التيوس المستعارة»، وقد اخترت العنوان «أكلك حرام» لأنه أكثر مباشرة، وفيه رسالة لمن في «بطنه ريح» يشمها الآخرون، على رغم تعطره بدهن العود.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أبو أحمد أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير….
تعليقي بسيط…
من يهمه الحلال والحرام لا يحتاج لتذكير…
ومن لا يهتم فلن يتحرك منه شعره مهما وقف على رأسه الوعاظ ….
( خف من اللي ما يخاف الله )
تقبل كل الشكر وفائق الود وخالص التحايا….
مرحبا أستاذ عبدالعزيز , تبقى مسألة التشهير هي العلامة الفارقه فى أن نكون او لانكون , يجب على الجهات الرقابية ان تكون اكثر جدية وان تقوم بأعمالها بما يرضي الله ويرضي ولي ألامر , ولك التحيات حبيبنا اباسعود , والسلام … !!!