انتداب

من عبارة «حج وقضيان حاجة» إلى أختها «حج وبيع مسابح» يمكن فهم التعامل مع بند الانتدابات الحكومية، في عرف البعض ممن فهم «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» فهماً مغلوطاً تنصر فيه الحمية والعصبية على «عماها». استوعب أمثال هؤلاء بند الانتداب الحكومي على أنه «لك أو لأخيك أو للذئب»، وقد قيل المال عديل الروح، لذا يمكن صرف أنظار «أخيك» هنا مع «جيبه» عن الانتداب، أما الذئب في عرفهم فهو وزارة المالية، لأنها ستبتهج مع كل مبلغ مستعاد كما ستحدد الحاجات المستقبلية على أساس المصروف، وفي هذا تشجيع على الصرف والانصراف إلى بلاد الله الواسعة.
ينشط موظفون في الحكومة من مختلف المستويات في «مص» بند الانتداب، كل بحسب حجمه، منهم من يعتقد أن لا أحد «كاشفهم» في حين أن قصصهم وحكاياتهم في الممرات وعلى ألسنة الفراشين، وفيما يعتبر البعض استثمار البند «حج وقضيان حاجة»، يرى آخر وجوب تقطيعه بالأسفار حتى لا يعود للذئب الشره، ويحصل الموظف الكبير على أكبر شريحة، في حين يقوم مدير المكتب بمهمة استيفاء البيانات، لذلك تجد أن «بشت» الموظف الكبير لا ينزل عن كتفه، ربما يختفي ليستبدل بالكرافتة في الرحلة الدولية، وأرسل إليّ أحد الإخوة القراء نصاً تخيلياً لاجتماع في مؤسسة حكومية كان غرض الاجتماع مناقشة الزي الموحد الجديد، وهل يوضع الشعار إلى يمين الجبهة أم إلى اليسار، وتم الاتفاق في نهاية الاجتماع على سفر اللجنة لمشاهدة الأزياء المماثلة هناك، وفي الصيف يطلب «البراد».
والانتدابات مثل الترقيات، لها ناسها وحيازة معلوماتها وفرصها. ولا أخفف من حاجة للسفر الداخلي أو الخارجي، لضرورات العمل والمؤتمرات لكن إدارة ذلك من بعض جهات تتداخل فيها المصلحة العامة مع الخاصة، البعض ينظر إلى بند الانتدابات كجبل يجب هده وفتح شوارع فيه قد تكون لبعضها حاجة وقد لا تكون.
مثلاً قبل سنوات لم يترك بعض مسؤولي إحدى الوزارات بلداً إلا وزاروه ولا مؤتمراً إلا وحضروه وكل هذا لغرض التطوير، ومعرفة تجارب الآخرين، ولم يتطور شيء يذكر.
وزارة المالية قادرة على إصلاح كثير من الأمور لتحسين جودة إدارة الموارد، ما سبق نموذج بسيط، ليس الهدف منه تنغيص رحلة صيفية على أحد، لكن ربط الحاجات بالمصروفات على هذه الشاكلة لا يحقق المصلحة العامة، وهنا أتذكر في زمن مضى طرقات داخلية في مبان حكومية تعاد سفلتتها حتى ابتلع الزفت الرصيف، فالموازنة على الأبواب والذئب المالي يكشر عن أنيابه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على انتداب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    ذكرتني الله يبارك فيك استاذي بالشركة التي تمنح الجودة وعلى مايقولوا اسمها (الايزو) لجان جاءت ولجان راحت واوراق وضعوها على المكاتب وتصوير من جميع الزوايا الاصلية والفرعية المهم بعد الانتهاء من هذه الدربكة التي حصلت امام غرفة المسؤل والتي خشينا من خلالها ان يدخل مندوب الايزو براسه ويسجل هدف داخل غرفة المدير جاء وقت تسليم الاوراق الزرقاء ذات الثلاث خانات ومن اجل التسليم لازم المدرب اقصد المدير والمشجعين عفوا المطبلين يسافروا لمقر الشركة للاحتفال
    بمنح الشهادة والدمغه الفولاذية .. المشكلة استاذي والمبكي فيها لحد الضحك ان تكلفة الرحلة ثلاث اضعاف قيمة الشهادة وصحيح استاذي حج وبيع سبح الله يجيب الطوافة والطوافات شكرا استاذي

  2. صالح العساف كتب:

    أبو أحمد أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير….

    يعلم الله أن تذهب ( المسبحة ) إلى إبن بلدي عندي خيرٌٌ من أن يسكن ذلك ( الأخ )!!!!!!!!!! في منزل ليس له ولا لدولته أي حق بذلك الريال الذي قام ببناء منزله….

    ( جحا أولى بلحم ثورة ) ….

    هل لدي مجال للحديث؟؟؟ الواقعية في الحوار تحتم علينا أن نعترف أن الذئب لن يعود إليه شي…

    إذن المرجو أن ( يرش ) النفط كل أهله بأي طريقة….

    تقبل كل الشكر وفائق الود وخالص تحياتي….

  3. بدر الفهد كتب:

    سوء- الأختيار للمسئوول وقمة الهرم الوظيفي ! هو من أوجد مثل هذة الأشياء ؛ أوجد ثقافة شدلي وأقطعلك ؛؛ شدلي “مرر” واقطعلك “احفزك حت التخمه” فالمسئوول الأتوقراطي ” الفاشي” يعتبر المنظمة التي يديرها منظمته ؛ وبالتالي يديرها وفق مصالحه ومعاييره!! في ظل غياب الرقابة والمحاسبة الرسمية له ؟ ومن هنا تتوارث الحكومة القيادات والمسئوليين الفاسدين ؛ ومن ثمة بيئة عمل فاسده ومجتمع فاسد(رشوة ؛محسوبية ؛ مصالح … الخ) من القيم الفاسد ؛ الذي معها تنهار اهم الأشياء ؛ وتصبح اطلال ؛ وذكرى تاريخ نتن ؛ لاينفع معه الندم000

التعليقات مغلقة.