في سوق النكت

اتصل أحدهم بالخطوط السعودية وطرح على الموظف السؤال الآتي: بكم حلاقة الذقن والشعر؟
ردّ الموظف بانزعاج منبهاً بأن هذه هي الخطوط الجوية لا صالون حلاقة!
أجاب المتصل: لكنكم وضعتم إعلاناً يقول: «حلق» بأقل الأسعار مع الخطوط السعودية؟
هذه من النكت التي سمعتها مع بداية موسم السفر، وإذا كان هناك من حلاقة فهي ستكون على الواقف بسبب شح المقاعد.
هناك انحسار في شارع النكت السعودي. منذ مدة لم تظهر نكت طريفة من الوزن الثقيل. على الأقل لم أسمع شيئاً، والمتوافر غالباً ينتقد الخدمات، مركزاً على شعاراتها، الأخيرة إذا لم تدرس جيداً مع إمكان تنفيذها قد تنقلب إلى عكس المراد. مثلاً شركة الاتصالات شعارها يقول: «حياة أسهل»، في حين أن واقع الخدمات المتوالدة جعلها أكثر صعوبة، فهي تنجب توائم في توائم لا يفرق بينها حتى موظفوها، واقترح البعض شعاراً لشركة المياه الوطنية «وايت» أي صهريج، رأسه المحرك أكبر من «خزان المياه» بأضعاف مضاعفة، ولكون هذه الأسابيع هي موسم زواجات، ظهرت نكت اجتماعية منها سيدة تلقت دعوة لحضور زفاف مع كريماتها، فكان منها أن جمعت كل «الكريمات» المتوافرة في غرفة النوم
وخرجت بها لحضور العرس. إلا أن أطرفها ما تناقلته مواقع انترنت، إشاعة انتشرت أثناء حفلة زواج عن إصابة بعض «أهل العريس» بأنفلونزا الخنازير، تفرق شمل المدعوات سريعاً وانبسط الأزواج الذين عادوا لمنازلهم مبكرين.
وما زالت سوق النكت في السعودية – التي تشبه سوق أسهمها – مستمرة في إضفاء طابع خفة الدم وسرعة البديهة على المحششين، فيحصل الواحد منهم على دور البطل، وهو أمر غير دقيق، أرى فيه «ترويجاً» بصورة أو بأخرى. ومن أراد الدليل على واقع هؤلاء المساكين، عليه قراءة القصص التي تنشرها مديرية مكافحة المخدرات في الصحف، انها قصص مؤلمة، دمرت المخدرات والحشيش أحدها، شباباً وأسراً وتحطمت بيوت. ولا بد من إعمال الفكر والخيال الساخر لتغيير هذه الموجة، نحن في حاجة إلى النكت والطرف مع أهمية ألا تكسر حواجز في الأذهان تجاه مخاطر خاصة لدى المراهقين.
وأعود إلى البداية مع خطوطنا العزيزة، إذ احتفظ ببطاقة تقدم للركاب لاختيار الوجبة المناسبة وهي في العادة تطابق المثل «قالوا صفو صفين قالوا حنا اثنين»، يا لحم… يا دجاج، لكن ما اضحكني هو اسم الوجبة إذ كانت «كبسة دجاج مع أرز كبسة»! بمعنى «صبه احقنه». أما الأكثر ظرافة فهو أن تتصفح «أهلاً وسهلاً» فتجد مقالاً بقلم مدير العلاقات يسرف في مدح المدير العام بما يعني… أيضاً «كبسة دجاج مع أرز كبسة»!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

8 تعليقات على في سوق النكت

  1. سعود كتب:

    وينك عن النكت من زمان – الظاهر انت من ضحايا الاسهم اللي سببت لهم الكآبة ..والا اول كنت اعتبرك افضل كاتب ساخر عندنا حتى عيارين الاستراحة حقتنا كانوا يتناقلون مقالاتك الساخرة بكل شغف …فمرحبا بعودتك واتحفنا بالسخرية الهادفة.
    آخر نكتة سمعتها تقول ان السعوديين امام تفشي مرض حمى الخنازير وضعف تحرك وزارة الصحة فكروا في حل لتتحرك ووجدوا ان اسم المرض سبق تغييره من حمى الخنازير الى حمى المكسيك فاعطاهم ذلك مفتاح امل فتقدموا بطلب لمنظمة الصحة العالمية لتغيير اسم المرض الى ( حمى الخنازير السيامية ) فالاسم فيه اغراء لوزير الصحة
    وسنوافيكم بتيجة القرار لا حقا ..

    لدي اقتراح ان تخفف علينا نحن القراء المشاركون باستبعاد شرط ادخال البريد الالكتروني كل مرة ندخل فيها للتعليق فالشغلة متعبة لانها بالانجليزي ..يعني يا يمين يا يسار
    ويمكن الاستفادة في ذلك من موقع العربية نت

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    الاسراف في مدح المدير العام ورئيس المؤسسة ومدير القطاع ومنسق البرنامج ورئيس الادارة امر مطلوب وواجب بل هو من الاولويات استاذي في ايام الغبار هذه ومادام استاذي سمحت لنا
    اليوم بهذه الفسحة اضافة الى ماتقدم سادمج الموضوعين ليصبحوا اثنين في واحد ويقال والعهدة على الراوي (ان مسؤول كبير وكبير جدا طلب تعيين مدير عاما لمكتبه ولم يشترط اي شروط لهذا المنصب سوى ان يجري هو بنفسه مقابلة لجميع المتقدمين وتجمهر المئات في صالة الاستقبال وتم ادخال كل متقدم على حده وكان يسأله هذا المسؤول سؤالا واحد : يااخي واحد + واحد كم يساوي
    فكان يأتيه الجواب من معظم المتقدمين : يساوي اثنين وبالتالي كان يجيبهم بالشكر وعد القبول للوظيفة وتسرب خبر السؤال لبقية المتقدمين فبداوء يغيرون في اجاباتهم من اثنين الى واحد ونص الى واحد وربع الى صفرالى واحدين الى ان وصل الى اخر واحد
    من المتقدمين وسأله ياابني انت اخر واحد واتمنى ان تعرف الاجابة واحد + واحد كم يساوي ؟؟؟؟
    اجابه الشاب : حضرتكم كم ترغبون ان يساووا ؟؟؟
    صرخ المسؤول مبروك انت الموظف الذي ابحث عنه..
    شكرا استاذي

  3. asad كتب:

    يا سويد يا كبير نريد مزيداً من النقد الحار على الخطوط السعودية تراهم يزدادون سوءاً
    وكل يوم نسمع مأساة تفقع القلب عن هذه الخدمة المتردية
    كان الله في العون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. سليمان الذويخ كتب:

    اضحك الله سنك وفغر فاك فغرا يظهر من خلاله ضرس العقل !
    تبي الصدق
    مبطين ما ضحكنا وكارهين الضحك
    متسممين بالنكد والسوداوية … طبعا هذي( مالها علاقك فيك لا من قريب ولا من فروت )
    جزيل الشكر لك وكثر من هضوول لو مرة بالأسبوع :)

  5. ناصر كتب:

    مقال جميل وأفكار واضحة
    أشكرك

  6. noona كتب:

    سلمت يداك يااستاذ عبدالعزيز
    انادائمااتسال لماذا نحن شعب يصعب علية الابتسام فمابالك بالضحك ولكن افضل الضحك الضحك على مصايبنا اللي كل يوم تزيد وتتنوع واخر فتاوي المجتمع وقصص الدوائر الحكوميه التي فيها تدور ولاتوقف يعني اللي صدرة ضيق يروح له ابسط شيءمكان عام ويجلس ويتألم نعم يتألم وبعدين اذا رجع بيتهم واطلع على حضارت الدول في البرامج الوثائقية راح يضحك لحد البكى
    ولك تحياتي

  7. أبو عبدالإله كتب:

    سيدي العزيز
    بعد التحية،،،
    الخطوط السعودية وهدر المال العام مسلسل متواصل ليس له نهاية ،،، فيا سيدي ما نعلمه وهو من المسلمات أن الدعاية والإعلان دائما تكون لترويج منتج أنت بحاجة للأعلان عنه لغرض تسويقه ، أما الخطوط السعودية التي لا تستطيع الحصول على مقعد بحجزك له إلا قبل اسبوعين أو شهر وأحيانا أكثر من ذلك فلماذا هدر المال في اعلاناتها في المحطات الفضائية والجرائد وغيرها .

  8. n&n كتب:

    واحد من الاخوان يطالب الكاتب بنقد الخطوط اصلا الكاتب ماله الا النقد لان مافيه شئ صاحى عندنا لاخطوط ولاارقام ماشين على البركه بس عندى سؤال استاذ عبدالعزيز الامثال اللى ذكرتها كلها قديمه مانزل كوليكشن امثال جديده ليه ؟اظن العقول المفكره تحجرت والغيت خاصية التفكير والتفاعل الايجابى مع الاحداث والحال من سئ الى ذاك00

التعليقات مغلقة.