تم جلد المراهقين الذين قبضت عليهم شرطة المنطقة الشرقية بتهمة المشاركة في أعمال تخريب، ونقلت «الحياة» عن مصادر أمنية قولها: «إن معظمهم قدموا من خارج المنطقة»، في العادة يقصد بذلك أنهم قدموا من الرياض العاصمة! وذكر الخبر أن أعمارهم تتراوح ما بين 15 و25 سنة.
عدم السيطرة على التجمعات لئلا تتحوّل إلى فوضى أمر معتاد، والقصد بالسيطرة لا ينحصر في الاستعدادات الأمنية، بل في الحس الاستباقي لإدارة هذه التجمعات. نعم، مثل هذا يحصل في مختلف دول العالم، إلا أن الأسباب هناك تكون في الغالب معروفة، أما نحن فما زلنا لا نعرف أسباب تحوّل تجمعات المراهقين إلى فوضى وتخريب ومضايقة للآخرين. من هنا أدعو لانتهاز هذه الفرصة لدرس «مجموعة الثمانين»، فما هي الخصائص المشتركة بين أفرادها؟ بمعنى أن تصاحب المعالجة الجنائية للقضية معالجة اجتماعية على شكل دراسة تنشر نتائجها، ولا أتوقع أن تقوم بذلك الشرطة، ولا هيئة التحقيق، لذا أدعو «المركز الوطني لأبحاث الشباب» في جامعة الملك سعود، وهو الوحيد من نوعه بحسب علمي، لسرعة الاستفادة من هذه «العينة» الجاهزة، خصوصاً أن معظم أفرادها «قدموا من منطقة أخرى»!
في جانب آخر، يتعرض الشباب في المناسبات، سواء مباريات كرة القدم أو اليوم الوطني إلى شحن نفسي كبير من وسائل الإعلام، ويتوقف الأمر عند حد الشحن، من دون النظر إلى مواقع التفريغ وأنماطه المتوقعة، ولكون التجمهر في مجتمعنا ما زال واحداً من وسائل الترفيه المعتبرة، حيث يتحوّل «المتجمهر» إلى مراسل ناقل لأخبار الحوادث، وربما مشارك فيها، والحوادث المـرورية نـموذج فـريد لـهذه الـظـاهرة المـتنامية تـنامـي عدد السكان إلى درجة نطالب فيها بوضع أسوار فاصلة للرؤية بين الطرق، لذلك لا يستغرب أن يكون بين «مـجـموعة الـثـمانـيـن» مـتـفرجون، مـع أنه ليـس بـعـذر للـتنـصل مـن الـمـسؤولية، وهو مدعاة لإعادة اقتراح اعتبار التجمهر مخالفة.
والأهم معرفة الدوافع التي حركت هؤلاء في اتجاه التخريب، فمن السهل القول إنه «طيش شباب» من دون النظر في أسباب طيشانه المعرفة تلك – إن توافرت لنا – فستكون أساساً للمعالجة، لئلا تتحول الأفراح إلى أتراح ومآس لآخرين صادف عبورهم الطريق. وفي مجتمع شاب مثل المجتمع السعودي من المهم درس هذا بتأن، وهو ما يفترض أن يقود إلى إيجاد حلول بل ابتكارها، ونحن في الواقع مفلسون في ابتكار برامج لاستثمار طاقات الشباب وتعليمهم الانضباط واحترام حقوق الآخرين في مقابل كثرة حديثنا عنهم، فإذا كان هذا هو المشاهد فلا ينتظر منهم تقدير قيمة أي شيء آخر، بما فيه حياتهم نفسها ومعها حياة الآخرين وحقوقهم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أحداث الخبر – في ظني – لم تكن عفوية ولا طيش شباب بل كانت مدبرة مسبقا بدليل أن مثيري الشغب كانوا يحملون عصي وأسلحة بيضاء. أغلب ظني أن أولئك الشباب تم شحنهم للقيام بتلك “الغزوة” للإيجاد الذريعة للمنهضين للحتفاء باليوم الوطني لـ”مناصحة” ولي الأمر لصرف النظ عن هذه “البدعة” في زعمهم. والله أعلم
بالنسبه للاحتفال باليوم الوطني لاتوجد اماكن مخصصه للشباب بالشكل المطلوب …
واقصد بالتجهيز الاستعداد الكامل من امن و المرافق الترفيهيه …
الكل يشوف كيف احتفالات هلا فبراير بالكويت وكيف تنظيمها …
مسيرهـ و تجهيز شارع معلين للاحتفال ..
عكس اللي صاير عندنا الدوريات يسكرون التحليه والعالم داخل والدوريات اول واخر الشارع وحاجرين العالم بالنص لاحد يقدر يطلع ولا يدخل !!!!!
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لن اضع نفسي استاذي محللا لما حدث ولاسيما وا، رأيكم استاذي الذي اشرتم اليه رأي سديد وحكيم ونتمنى ان ينفذ لكن اعتقد استاذي ان لم اخطئ ان ماحدث هو نتيجة تراكمات للتقصير الحاصل من بعض الاجهزة الحكومية التي لها علاقة مباشرة بالشؤن الخاصة بفئة الشباب ونحمد الله ان الامور وصلت الى هذا الحد فقط
وهذا جرس من الضروري ان رنته اسمعت الجميع وان لم نتحرك وتتحرك الاجهزة المعنية فالقادم اسوء بكثير
لنتصارح قليلا استاذي انا توقع ان معظم هولاء الشباب عاطلين عن العمل في ظل وجود ملايين من المقيمين والذين تعج بهم مؤسساتنا الحكومية والخاصة والباب مشرع على مصراعيه مازال ولجان السعودة اخذة الموضوع صحبة ومصلحة وصداقة مع اصحاب المنشاءات الكبرى وانا تعايشت امثال هذه الاوضاع على الطبيعة يارجل نحن نعلم عن زيارة لجان السعودة الى المنشأة التي كنت اعمل بها قبل حضورها باسبوع والموضوع لايخرج عن زيارة مكتب المسؤل الاول في المؤسسة وتناول طعام العشاء ومطابقة البيانات وربك سامع الدعاء .
استاذي الحبيب وزارة الداخلية الى متى وهي تتحمل اعباء واخطاء وتجاوزات الوزارات الاخرى التي يعج البعض منها بالمحسوبية واستغلال المنصب ومحاربة توجهات الدولة.. هولاء الشباب هم ابناء الوطن ولهم حقوق كما ان هذه الاجهزة عليها واجبات تجاههم .. هولاء الشباب يعلموا تماما ان ماقاموا به خطاء ولانبرر لهم لكن لم يجدوا
بد ولا طريقة لجذب الانتباه اليهم الا بهذه الطريقة .. لتكن محاربة الجهات التي تحارب توجهات الدولة ايدها الله
هي الاولوية المطلقة فلامساومة ابدا تجاه هولاء الشباب من اي كائن كان هذه بلادنا ونحن مهبط الوحي وشبابنا
هم قدوة هل من المعقوا ان يمر ماحدث دون ان يكون هناك عقاب صارم لمن تسبب في ان يقوم هولاء الشباب
بهذه الاعمال .. الله يسامحهم فقط لاغير .
شكرا استاذنا والله يصلح الحال.
امثال هؤلاء الشباب موجودون
في كل المناطق
فعلوها قبل 5 سنوات في مكة المكرمة ولكن الأمر حسم وبقوة وبصمت اعلامي!
ما حدث في الشرقية ليس كما كتب الأخ فهد العدوان انه مدبر من قبل جهات للفت الانتباه الى اليوم الوطني ابدا ! السبب ببساطة ان نوعيات المشاركين هم من النوع الذي يكتب العبارات على السيارات ويرفع اصوات الموسيقى في الأماكن العامة !!
فكيف يتفق مع من ينادي بفكرة عدم الاحتفاء باليوم الوطني !!!
لا يا اخي
هؤلاء نتاج اهمال اسري واجتماعي مفعم بالفلتان الذي يتم تحت رعاية عبارة ( من أمن العقاب اساء الآداب واحدث الخراب ) وهم بحاجة لعقوبات تردعهم و تردع غيرهم !
شكرا لكم