لماذا ننشغل بشَعر الشباب لا بمشاعرهم؟ الإنسان حر بشعره يقصره أو ينفشه، المهم ان يكون نظيفاً، اللهم إلا إذا كان يمارس عملاً فيه شروط تهدف للحفاظ على الصحة العامة مثل تجهيز الأغذية، هنا يجب ان يلتزم بها. وهو حر أيضاً في لباسه ما دام ساتراً لا يخدش الذوق العام، فإذا كان المعني مراهقاً من الأفضل أن يتعامل معه بروية وهدوء حتى لو خرج إلى الناس بهيئة لم يعتادوها، هذه قناعة مع ان تلك المناظر لا تعجبني ولا استلطفها، لكن هذا لا يعني العمل على استنساخ ما يعجب بالجبر والقوة، لأن الأصل والأهم هو السلوك والتعامل بعيداً من المظاهر والأشكال، لقد أورَدَنا التشبث بالمظاهر والحكم من خلالها على بعضنا البعض سلبيات الكل يعرفها واستطاع من أراد التمثيل أن يتمظهر بالصور التي يضعها المجتمع في الصدارة حتى اختلطت الأمور وشاع نفاق المظاهر.
وأسأل نفسي أيهما أولى، أن ينشغل رجل الأمن بملاحقة مراهقين يرتدون ملابس غريبة وعلى رؤوسهم «شوش منفوشة» ولم يخرجوا عن السائد إلا في مظاهرهم، أم أن أولويات الأمن في ملاحقة اللصوص والحرامية الذين يتزايدون ويطورون فنونهم؟ يطرح السؤال نفسه وأنا اقرأ أخباراً عن إيقاف رجال الأمن لشباب يعيشون فترة من العمر عرفها معظمنا، فيها محاولة لإثبات الذات وتلمس تضاريسها مع ضبابية رؤية فرضتها حداثة السن، هي حالة احوج ما تكون إلى تفهم وإقناع وامتصاص، لا إقصاء وإيقاف و…حلاقة جبرية.
من العجب ان ندعو إلى تفهم الآخر وحرية التعبير! لكننا لا نفكر بالقريب المختلف عنا… هنا، بأمور بسيطة، وفي زمن مراهقتنا كانت «هيئة الأمر بالمعروف» تقبض على من يطيل شعره من الفتيان ويؤخذ إلى الحلاّق لقصه، «وهو وحظه» إما أن يحلق على الصفر أو صليب بما يدفعه للإسراع إلى الحلاق، وسوق البطحاء وشارع الوزير شاهدان على ذلك. وكان اولئك الفتيان يمكثون فترة متلطمين مقهورين، وقد أحدث التعامل الجاف معهم ندوباً في القلوب، وأسهم في تراكمات الصور السلبية. هذا التعامل الجاف – وهو أقل ما يقال عنه – يدفع المراهقين إلى الانطواء والابتعاد عن المجتمع ما يزيد فرص انحرافهم، بل ويشغل رجال الأمن عن واجباتهم الأساسية، وقد عايشت شباباً درسوا في الخارج أو الداخل أطالوا شعورهم وغيّروا ألبستهم فترة قصيرة من الزمن ثم عادوا إلى القالب المظهري نفسه الذي اعتدنا عليه منتجين يخدمون انفسهم وبلادهم في كل مجال مفيد، وعندما يشاهدون صوراً قديمة لا يتمالكون انفسهم من الضحك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مع انني شخصيا لا اتقبل قيام بعض الشباب باطالة شعرهم بصورة مبالغ فيها الا انني ضد تدخل السلطات الرسمية واعتقالها لهم وقد شهدت بنفسي قيام دورية للواجبات والمهمات الخاصة في شارع التحلية بالرياض باعتقال عدد من صغار السن بحجة اطالة شعورهم وتوقفت فوجدت ثمانية من الشباب معتقلين ومحشورين كالبهائم في دورية صغيرة وابديت استغرابي للعسكريين المتواجدين من انشغالهم عن مهمتهم الاساسية في ملاحقة المجرمين بملاحقة شباب لم يرتكبوا جريمة توجب الاعتقال وذكرت لهم اننا على مقربة من سوق الدشوش الذي يمارس فيه آلاف البنقاليين المخالفين لنظام الاقامة اعمالا غير مشروعة وكان الأولى بهم القضاء على جرائم سرقات المنازل والسيارات والجوالات والسطو على المحلات وبعدها اعتقلونا واحلقونا صفر
وللعلم فإن اعتقال هؤلاء الشباب يعد مخالفة صريحة لأنظمة الدولة التي تم اقرارها من قبل الجهات التشريعة ومع احترامي للجميع فان الجهات التنفيذية لاتملك الحق في مخالفة هذه الانظمة
بلا شك أن اللصوص اولى بالملاحقة
ولكن ما يمارسه الشباب مقدمات لأمور لا تقل عما يفعله اللصوص !
اللصوص الحل الوحيد هو ما اوجبه الشرع من قطع اليد من مفصل الكف حال توفر شروط الحد
اما هؤلاء الذين يؤذون مشاعر الناس ويخدشون الذوق العام ويخالفون تعاليم الدين التي وردت بــ ستر العورة وحددت العورة من السرة الى الركبة فــ حري بالجهات المسؤولة أن توقفهم عند حدهم!
في بيته يفعل ما يشاء
اما الشارع العام وامام الناس للفت الإنتباه فهذا تصرف مرفوض
هناك ارتباط وثيق بين المظهر والسلوك وكلاهما يؤثر على الآخر
والتوسط في المعاجة أمر مطلوب
لا إهمال مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع وإغفال آثارها
ولا تضخيمها وإعطاؤها أكبر من حجمها
لكن لابد من تبصير الشباب وتوعيتهم
كنت اجلس في احد المقاهي في مدينه الرياض وكان يجلس بجانبي مجمومعه من شبان الكدش
وكانو يتحدثون بمتعه عن مطاردة الشرطه بل اصبح الموضوع نوع من المغامره واعطى حياتهم نوع من المتعه كل ما في الموضوع حلق رأس ما فيها يعني اي شي
صراحه الموضوع لا بحتاج الى هذه الشوشره كل عصر كان لهم تقليعه ايام وياتي غيرها اتمنى ان يهتم الناس بعقولهم ولا يهتمو بشعورهم
والشرطه اصبحت من مطاردة اللصوص الى مطاردة الكدش
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صحيح استاذي الحبيب لكن تعلم استاذي الحبيب ان غض النظر عن هذه المظاهر السلبية قد يجعلها تتطور
وتتشكل وهي مثل الفيروسات اجاركم الله ومن يقراء بدأت بـ طيحني ومرت بـ سامحني والان بابا ………..
والله عبارة استاذي اخشى ان اقولها بيني وبين نفسي ماهو على الانترنت ..السؤال الاهم استاذي كيف
وصلت الامور لدى الشباب الى هذا الحد ومن الذي اوصلها .. نعود للبيت او المنزل استاذي ماذا يحدث في
المنزل السعودي استاذي الحبيب وعلى قولة غوار وحسني اذا اردنا ان نعرف ماذا في البرازيل يجب ان نعرف
ماذا في ايطاليا . شكرا استاذي الله يديمكم
مرحلة المراهقة هي مرحلة التقليعات والاستجابة للتقليد والتجديد ، ومع هذا مرحلة العناد وممارسة الممنوع واعتبار ذلك شطارة ومرجلة 0 لذا انا ارى الا نركز على المنع بالقوة المفرطة طالما ان الوضع لم يصل الى حد الحرام ،،فكثير من الممنوع عندنا لانه غير مقبول عرفا فقط وليس حرام ، فاطالة الشعر ليست حرام لكنها منبوذة عرفا 0
دائما الممنوع مرغوب لدرجة ان احدهم قال ذات مرة ليتهم يمنعون الصلاة عندها ستجد كل الناس تصلي !!!