إن كان الغطاء انكشف في جدة بسبب السيول فهو نموذج نكتب عنه لئلا يتكرر في بلادنا، ومن الملاحظ أن هناك محاولات لقمع النشر من أصحاب «نظرية المبالغة والإثارة» والحمد لله انه لم يلتفت لهم وإلا لكان الوضع أكثر صعوبة.
النار من مستصغر الشرر، لكن من يقدر خطورة الشرر، خصوصاً إذا ما توافر عدد لا بأس به من أصحاب «نظرية المبالغة والإثارة».
وجدت في حوادث تبدو بسيطة في مقابل كارثة سيل جدة نموذجاً لمستصغر الشرر الذي يهمل، ليطويه النسيان من دون اتخاذ مواقف حازمة، وليس من المفارقة أن تكون تلك الحوادث وقعت في جدة، عام السيل الكبير.
في جدة العام الماضي قتل شابان شقيقان في عمر الزهور عندما سقطت سيارتهما في حفرة مجار أو تصريف مترعة بالماء تركتها شركة مقاولات من دون علامات إرشادية وموانع للسقوط، مات الشقيقان وأدخل أخوهم الثالث إلى المستشفى، تلك الحادثة كانت بمثابة جرس إنذار لم يسمع من جهات حكومية أولها أمانة جدة، حسناً ما الذي حدث؟ لا شيء معلن سوى ما ذكر عن نية والدهم المفجوع رفع قضية، لم يجر تحقيق ولم يصدر عن أمانة جدة اهتمام.
بعد قرابة أسبوع من الحادثة أرسل قارئ كريم من جدة يخبرني أن الحفرة ما زالت على حالها تنتظر فريسة أخرى!
الحدث الثاني مختلف لكنه متداخل في صلب الأمانة والمسؤولية، انه «القرض الحسن» الذي قدم من أموال جمعية البر في جدة إلى شركة صدق المساهمة، والبالغ ثلاثة ملايين دولار، كشف لنا هذا التصرف غير المسؤول خطورة الجمع بين منصبين، وبعد صمت طال قالت وزارة الشؤون الاجتماعية انها ستحقق بالقضية لاسترجاع مال جمعية البر، إلا أنّ لا جهة رسمية تحدثت عن مساءلة من اتخذ القرار!؟ إذ جرى التركيز على «جهود» استعادة المال لا غير، أما المتسببون فيه فقد خرجوا مثل الشعرة من العجين تحت بند «حسن النية». يا ترى من خطط الأودية ودمغها بالختم الرسمي ومن باعها أليسوا من ذوي حسن النية؟
هذه القضايا – الصغيرة والفردية والتي لا تشكل ظاهرة كما يصر أصحاب نظرية المبالغة دائماً – السكوت عنها وعدم مواجهتها وحسمها بوضوح وشفافية مضاف إليها السماح بالجمع بين المناصب من عللنا المؤلمة، ترك الشرر الصغير يتراكم يحدث حرائق كبرى، وصيغة «الدمدمة» وعدم التشهير تشيّد سوراً واقياً يسمح بتكاثر التجاوزات، وإذا كنا لا ننتفض لانتهاك أموال جمعيات خيرية أصلها تبرعات وزكوات خصصت للمحتاجين، ولا نقف مع استرداد حق أسرة فجعت بوفاة اثنين من أبنائها، ولئلا يسقط آخرون في الحفر المفتوحة الأفواه فمن الطبيعي أن ينتشر الفساد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يقول قائل إنها غرفة التجار، وهم أحرار فيها. لو كان الأمر ينتهي هنا لما كتبت حرفاً، لكن الغرف التجارية تدخل في كل نشاط تنموي وهي تقوم بدور الاستشاري، وربما المخطط لمعظم الجهات الحكومية من خلال لجان معروفة؛ بل إنها تشارك حتى في لجان الرقابة، ويعلم كبارها عن المشاريع وتوجهاتها قبل غيرهم من الناس، إذاً كيف يمكن لنا الاطمئنان والحال كما أظهرت تغطيات «الحياة» المتتابعة؟ كيف يمكن لنا أن نصدّق الحديث عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وكل هذا يحدث من دون إنكار أو كرت أحمر.
جدة الان اخذت كرت احمر استاذ عبدالعزيز قصاصة من مفالكم في تاريخ 17أكتوبر 2009
ودنا نشوف المنتخب الجديد
حياك الله.أبو أحمد
الصيال الوثوب علي الغير بغير حق ،أوالسطو والتهديد للأموال والأنفس والأعراض كل هذا لموت الضمير.
عند بعض المسؤلين الذين يتولون مناصب في بعض الدوائر الحكومية أوالمؤسسات الخاصة كالمقاولون وغيرهم
من شركات أنشائية وتعميرية ..يأمنها المواطن ويسلمها تقريبآ كل حياته وأسرته .هذا وغير ممتلكات الدولة.
أستاذي لبد وضروري جدآ من إيقاظ الضمير . عند كل مسؤول وكل إنسان هو قائم علي رأس عمل يوكل به لأن
هذه مسؤلية وأمانة سيحاسب عليها يوم الدين أمام الخالق. لهذا الكون العظيم، الذي نحيا ونمرح فيه .بقدرة الله.
سبحانه وتعالى..الذي خلق الإنسان لعمارة الأرض .لا ليفسد فيها ويسفك الدماء..وماأخفى أعظم…
الله يعطيك ألف عافية .أستاذي الحبيب .سلمت يمناك :
استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفرة هنا وحفرة هناك وبعدين اذا خلصت الحفر يعملوا لنا مطبات اصطناعية المهم ننقز اذا ماسقطنا
والله يعين على السقوط في الحفرة اللي مافيها قرار.
شكرا استاذي