هيبة المعلم والمدرسة

تعيش الجهات الحكومية على الإدارة بالتعاميم، يعتقد من يصدر تعميماً أنه أصلح الخطأ، لينشغل بتحرير تعميم جديد، هذا الواقع تعيشه وزارة التربية والتعليم مثل جهات أخرى، ومع كثرة الحديث عن الحراك ومحاولة تطوير – التربية والتعليم – أتساءل من أين سيبدأ فريق التطوير من المناهج أم الطالب ربما المعلم أم المبنى المدرسي المتهالك، أم ستكون البداية من الجهاز الإداري في الوزارة؟ هل سيتمكّن عدد قليل ممن تم تعيينهم على رأس الهرم الإداري في الوزارة من التحليق بالجهاز الضخم، أم سيتحولون – بمرور الوقت – لجزء منه؟
إذا أخذنا بمقولة الكثرة تغلب الشجاعة، فلا بد أن يتحقق الاحتمال الأخير، مع ضخامة جهاز تعود على أساليب قديمة وتقاليد أيضاً وممارسات معروف بعضها كنموذج، طالع ما نشرته «الحياة» يوم السبت، كتب الزميل ياسر الأبنوي عن المواطن (ف.ع) الذي مكث أربع سنوات يجمع وثائق عن تجاوزات في إحدى الإدارات في التعليم والخدمة المدنية وقدمها جاهزة – أو باردة مبردة كما يقولون – لجهاز المباحث الإداري.
لا شك في أنها إشكالية عويصة، من أين ستكون البداية؟ من القلب أم من الأطراف؟ لحد الآن لم تظهر بشائر – بداية – تغيير أو تطوير على أرض المدرسة، أقلها لم يتبيّن شيء من الأثر على المعلمين أو المعلمات، وصولاً إلى الطلبة والطالبات.
ربما هناك أولويات لدى فريق التطوير يرى أهمية البدء بها، ومن غير المستبعد أن يجد ممانعة ومقاومة من الحرس القديم، كلما كان الجهاز البيروقراطي ضخماً، كانت مواجهة الممانعة فيه أكثر صعوبة ودفعاً للإحباط.
إنما هناك حاجة ماسة لمواجهة أحداث تكاد تتحول إلى ظاهرة، قضايا الاعتداء على معلمين زادت بعد الامتحانات، تطور الأمر من اعتداء على سياراتهم إلى طعن بعضهم، وربما المعلمات يعانين أيضاً هن ممن تدفن كثير من قضاياهن بالستر بين إدارة المدرسة والتوجيه.
ولا أزعم أن لدي حلولاً بل هي تساؤلات واجتهادات. أي الطرق أفضل، لن يتبيّن سوى بعد التشخيص الدقيق للمشكلة، لعل فريق التطوير وصل إلى هذه المرحلة! ومن أبرز ما يطفو على السطح من وجوه المعضلة أن المدرسة ككيان فقدت هيبتها لكل أطراف معادلة التعليم – الطالب والمعلم والمدير ومساعديه – مع ضعف خطوط الإمداد والمساندة أو سوءها، أقصد المساندة الإدارية الفعالة، واستمرار التعامل مع المدرسة «المبنى والجهاز الإداري والتعليمي فيها» كصحن استقبال قديم الطراز بحسب قدرته – ربما اهتمامه – في فرز المبثوث بالتعاميم، المدارس دشوش للاستقبال ليست لديها قدرة حقيقية على البث، وإذا توافرت فإن الصحون هناك في الإدارة الضخمة تعاني من تشفير، لذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه محصوراً في إنجاز ورقة توقيع الحضور والانصراف.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على هيبة المعلم والمدرسة

  1. تركي الفهد كتب:

    صباحك خير ابو احمد
    بما ان جهاز التعليم العام كبير جدا في مساحة شاسعة اقترح ان يتم تحويل ادارة التعليم الى كيانات مستقلة لها ميزانيتها وسياستها الخاصة .. تبني مدارسها حسب مايتوافق مع البيئة المحيطة فمدرسة في الشمال لا يمكن ان تكون بمواصفات مدرسة بالجنوب .. واخرى بالرياض ليس من المعقول ان تكون مثل تلك التي بالهجرة ، وحتى اسلوب التعليم ففصل به 50 طالبا غير فصل يجمع به طلاب سنتين دراسيتين ولا يكملوا العشرة !
    ويكون مرجع هذه الادارات وزارة التربية والتعليم اللتي تصدر وثيقة استرشادية توضح السياسية العامة للتعليم العام وهي معنية ايضا اي الوزارة بمتابعة تلك الادارات والتفتيش والمراقبة والدعم اللوجستي والمادي ..
    بمعنى ان تكون الوزارة كشركة قابضة تملك تلك الادارات المستقلة بسياستها الخاصة .

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    في العملية التعليمية يعيدوا للمعلم هيبته وبعدين نتفاهم .. هذا اولا
    ثانيا وهنا المصيبة اذا كان الرجل وصل المصيبة جاهزة ومدعمة بالادلة والوثائق
    والقرائن ولا احد كلمه ولادق عليه انا انصحه يتغطى وينام بس يتغطى بلحاف
    صناعه هنقارية والجبن الهنقاري مطلوب .
    والامر لله من قبل ومن بعد والله يعطينا سعة صدرك يابو احمد .

التعليقات مغلقة.