في وداع أسبوع المرور

تزايد الاهتمام الشعبي بحركة المرور في أسبوعه – الخليجي – السنوي، بسبب الواقع، مكالمات في الإذاعات ومناشدات، بل إن بعض الإخوة يتحولون إلى كتاب. خلال الأسبوع صديقان من القراء كتبا مقالات يرغبان في نشرها، المرور وأخطاره هاجس ضاغط، هل نحن بحاجة الى توعية؟ مؤكد ان الجواب نعم، لكنها وحدها لن تكفي، تصبح أمراً معتاداً. قرأت خبراً عن تراجع الاهتمام بمعارض التوعية المرورية خلال الأعوام الماضية بنسبة 87 في المئة. لا يحقق الوعظ والإرشاد وحدهما أثراً إذا لم تترافق معهما قوة تطبيق النظام على الجميع وقدوة التزام وانضباط في من يطبق النظام. أيضاً وسائل التوعية يجب ان تتطور، ولو بحثت عن سبب تراجع الاهتمام بمعارض أو أجنحة التوعية لوجدت ان الوسائل عفا عليها الزمن.
تعليق لفت انتباهي من قارئة تقول إن التركيز على المخالفات الكبيرة أهم من الصغيرة، وهذا صحيح انما لا يدعو بالضرورة إلى الإهمال الحاصل لما سمي بالصغيرة، الدهس أيضاً يتم داخل الأحياء والسرعة الجنونية حالة اعتيادية بجوار مدارس وحدائق تعج بالأطفال والنساء. ما نعيشه هو حالة تراجع لهيبة النظام واحترامه. والكتابة غرضها السعي لاستعادة ذلك، لا إحباط عزيمة كما تخيلت القارئة. المطالبة بحزم مروري على السائقين والمركبات لن يكتمل نضج ثمارها إلا بحزم آخر مع شركات تهمل مواقع إنشائية مفتوحة الحفر، وهو أيضاً من المرور الحذر من مواقع نقاط تفتيش أو موانع أسمنتية تضعها أجهزة أمنية من دون مراعاة لأخطارها على السائقين.
اللواء سليمان العجلان مدير المرور في السعودية نفى وجود نقص في كوادر المرور وأشار إلى أن العدد تزايد من 9 آلاف رجل في عام 2003 الى 17 ألفاً في العام الحالي، وهذا أمر طيب ويدعو الى التفاؤل، بخاصة عندما يأتي من رجل المرور الأول. كنت قد اقترحت الاهتمام بالتوظيف في قطاعات محددة ومنها المرور، ومع عدم استطاعتي معرفة الحاجة الفعلية الا ان حديث اللواء لـ «الحياة»، كاف ويدفعني إلى سحب اقتراحي. ومن باب التفاؤل أيضاً إذا كانت هناك جهة تدرسه آمل بأن ترحل الرقم المخصص للمرور إلى جهات أخرى، في مقدمها الدوريات الأمنية والشرطة ومكافحة المخدرات وجهات أخرى تعنى بالرقابة.
ما دام أن المرور لا يعاني من نقص في الكوادر فأين المشكلة اذاً، هل تكمن في تحول نسبة مهمة منهم الى العمل المكتبي. ضع في الاعتبار كاميرات و تواجد شركة «نجم» التي أخذت قسماً من عمل المرور مع ملاحظات على عملها وكلفته المرتفعة التي أثقلت الحمل على ظهور الناس، لكن ذلك لم ينعكس على تحسن الحركة والانضباط.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على في وداع أسبوع المرور

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    الكم مافيه مشكلة المشكلة في الكيف .. الكيف البعيد عنك يابو احمد
    دائما الكيف اولا .. وشكرا

التعليقات مغلقة.