عروس أم غروق؟

لم يطغَ البحر على جدة، بل «أصابها» المطر، تخيّل عروساً نسج ثوبها من البلل، كيف تكون أحوالها، والمطر يصبّ صباً كل يوم في أرجاء المعمورة فيزرع البهجة والفرحة والزهور، فلماذا عندما يصيب مدننا وقرى في بلادنا يفتك بها وبأهلها؟ فهل هو المسؤول، أم عدد من المسؤولين عن تصريفه واستثماره تعظيماً لخيراته ودفعاً لأضرار تتوقع منه.
بعد عام، لم يتغير شيء يذكر، تكرر المشهد، فتبادلنا رسائل الجوال للتحذير، وانتظرنا الأخبار واتصلنا للاطمئنان، غرقت أحياء وأنفاق وسيارات، وأطلق بعض السكان على مدينتهم «جدة البندقية». عام مضى يمثّل نموذجاً لحالة جمود حلول فعلية أمام قضايا تواجهنا. هنا، في حال أحياء بجدة الغريقة، وصل الأمر للحياة والاستقرار، لم تُمْنَ جدةُ لوحدها، فـ «الليث» لم يكفها الفقر، فأصيبت بغرق ووفيات، «عشر سنوات ولا يزال سد الليث تحت الإنشاء!؟»، لو كان هذا السد قائماً لخف الضرر أو تلاشى، طرق حيوية طويلة، فتش عن هندسة النقل، وضَعْ ما شئت من علامات استفهام وتعجب.
يمكن وضع قائمة طويلة من حاجات نوقشت خلال الأعوام القليلة الماضية وهي في حال مثل حال غرق جدة وسد الليث، نماذج، الفارق أن المطر يكشف عندما ينهمر، ومثل غموض الحلول يكتنف التحقيقات في فاجعة العام الماضي غموض، فلم يظهر شيء رسمي محدد بعد عام.
يعيدنا واقع جدة المبللة، أو جدة الخائفة من المطر، بعد عام من الحماسة واللجان، إلى قضايا مبللة، وصلنا إلى التخمة من اجترارها والشكوى أو الكتابة عنها. فلماذا نحن هكذا؟ لو فتشتَ لوجدتَ أن قضايا البطالة، وانقراض السرير في الصحة، مع ارتفاع الأسعار المستمر، وجمود مواجهة الفقر، وعدم وضوح حلول النقل العام في المدن باقية على أحوالها… نقطة من بحر، ولأن أمطارها نقطة نقطة لا تكشف عن أضرارها بصدمة مثل ما كشف المطر جدة المدينة في ساعات.
الحقيقة أن لدينا أمطاراً أخرى، والخوف أن تتحول إلى فيضانات، فإذا كان السيل الملموس المشاهد أمام الكاميرات لم تعدّ له عدّته بعد عام كامل، فما هو يا ترى حال الأمطار المتفرقة الأخرى وهي تتجمع رويداً رويداً في أودية المجتمع.
في رسالة جوال «منقولة مثل سيل» تذكر أحدهم قصيدة الشاعر السياب، «أنشودة المطر»، وبتصرف قال:
مطر… مطر
أتعلمين أي موت يبعث المطر
وكيف تغرق الكباري إذا انهمر
وكيف يشعر المواطن فيه بالضياع
بلا انتهاء، كالدم المراق… كالجياع
مطر… مطر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على عروس أم غروق؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    التحذيرات والمناداة والصياح من زمان وعلى قولة واحد يقول من ايام
    الشيخ نكتوا .. طلال مداح رحمة الله عليه يصيح ياطفلة تحت المطر
    وكنا نقول خير ان شاء الله هذا ايش مشكلته يصيح ويردد تحت المطر
    جدة جدتي جابت لنا الصمرقع اشكال والوان وهي تصيح يامطرة حطي
    حطي على قراعة بنت اختي بنت اختي جابت ولد سمته عبدالصمد
    والله لو كانت جدة جدتي عائشة الان كان سمته عبدالمعين عشان نقول
    له جبتك ياعبد المعين تعينني لقيتك ياعبد المعين تنعان .. اكتب تعليقي
    هذا واستعين بالله بعد ان اسودت السماء والظاهر الحلقة الثالثة في الطريق
    ومالك الا البطانية ياولد بلا هيفاء بلا بطيخ وبعدين نشوف ايش سوا
    اخواننا في اللجنة وعس بس ماتطيح على صوير وعوير والا مافيه خير
    وشكرا

  2. مهره كتب:

    مساء الخير للجميع …منذ لحظات شاهدت السماء وردية , كانت الشمس تختبئ والغسق يتلون ….ومرت سنة على سيول جدة ” تيتي تيتي ومثل ما رحتي جيتي ” ….نفس الأخطاء ” لا مصارف سيول ولا إستعدادات للمطر …..وستغرق جده وستسبح السيارات وتطفح الحثث …..وسوف تتكبد الحكومة الملايين والملايين …….غباء سعودي صرف ” أطالب حكومتنا بمعاقبة أمين مدينة جدة ومرؤوسيه ….لا تكف الإقالة !!! وأعرف يا حكومتنا أنك لن تقيلي أحدا !!!!!!!!!؟ لن تعاقبي أحدا وستقولين غفران ………….ألم يكن هناك اثني عشر شهرا أقل أو أكثر لتفادي خطر الأمطار ..!!!!!؟ إننا نفتقد العقل الراجح في المسؤولين …….الوطن أمانة والناس أمانة ……وتلك الحيوانات الضالة والشاردة التي طفحت في سيل جده العام الماضي أمانه ………………أمـــــــــانه …..!!!!!!!؟ أتدرون أن المطر الذي يسقط على مناطق بلدي ..مطر متحضر ..فما زال يأتينا خفيفا جميلا ……حتى أمطار جده لا تقاس بأمطار العالم ……..يا حكومتنا كوني حازمة ….حازمة جدا ” نسيت أن أخبركم أن اللون الوردي في السماء ….صاحبه سحب بعضها أبيض والآخر داكن ……..لا أريد غفران أحد غير غفران ربي ….دمتم بخير…..مهره

التعليقات مغلقة.