أفضل وظيفة في العالم

هي شاغرة وليست شاغرة، كما لا تتاح بسهولة. إنها وظيفة مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم. جمعت هذه الوظيفة بين الامتيازات المالية والراحة من العمل الحقيقي، تبدأ المهمات بالأحضان وتوقيع العقد، ثم تجرى أيام «العمل» ما بين سفر وتجوّل ومشاهدة مباريات واختيار لاعبين وكثير من المقابلات والتصريحات الصحافية. يمكنك أن تقول فيها ما تشاء من وعود وخطط، تضاف ميزات فريدة مثل إمكانية تحديد مواقع معسكرات التدريب، مثلاً، إذا أردت زيارة بلد لم تشاهده في حياتك يمكنك اختياره للمعسكر، تخيّل أن متعة جمهور لعبة كرة القدم هي عملك المميز، ألا يكفي هذا إغراءً؟
لا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، فأهم ميزة في وظيفة تدريب المنتخب السعودي لكرة القدم الاحتمال الكبير للراحة الإجبارية – الإقالة – مع أول يوم عمل حقيقي، لماذا أقول «حقيقي»؟ لأن غالبية المدة تكون شبه إجازة للتجهيز والتدريب، هذه لا توجد بسهولة في أي وظيفة، لذلك «يسخن» مدرب وطني في المضمار أو بهو الفندق جاهزاً على أهبة الاستعداد.
في زمن مضى ناديت بالاستفادة من مدربي المنتخب في أوقات التجهيز والاستعداد الطويلة، أقلها «يحلل راتبه». يمكن أن يتم ذلك بقائمة من المهمات الجانبية التي تفيد مدربين وطنيين أو غيرها… «العوض ولا القطيعة».
إنما الواقع يقول – أقله في تقديري – أن كرة القدم السعودية على مستوى الأندية والمنتخب فقدت جاذبيتها منذ أمد، من دون حاجة للنظر إلى ترتيب المنتخب السعودي بين منتخبات العالم، يعلم الجميع عن التراجع المستمر، لا ينحصر الأمر بالنتائج بل بالمستوى والإصرار والروح القتالية، كانت جرعة ألمانيا المفرطة» ذيك السنة» حداً فاصلاً بين مرحلة وأخرى، مؤشر تنبيه يماثل بدرجته درجة قصوى في مقياس «رختر» للزلازل، لكن ما الذي حصل؟ أصبحت كرة قدمنا عقوداً ضخمة للاعبين ومدربين يُتنافس بها، مع تصريحات إداريين، فيما انزوت الكرة الحقيقية، لم يعد للعب والإمتاع أيضاً النتائج «الوطنية» حضور.
ذكرتني إقالة مدرب منتخب السعودية «بيسيرو» بمقال كتبته قبل عشر سنوات بعنوان «ما شاء الله يا ماتشالا». أيام المدرب الشهير ماتشالا، كان الرجل يعمل في الإجازة – ربما من فرط الملل-، تذكرت ردود الفعل وأنا أشاهد – حالياً – تطوّر النقد النوعي في استوديوات «التحليل الفني» الرياضي على قنوات، صحيح أن أغلبها عبارة عن نقاش استراحات ينقل على الهواء، لكنه أيضاً يقدّم – خصوصاً في إدارة الحوار- صورة لوضع كرة القدم السعودية.
ملحوظة:
لمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى حادثة مدرب المنتخب السعودي للسنوكر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على أفضل وظيفة في العالم

  1. أبو نايف كتب:

    صباح الخير … كلامك في محلة وانا اقترح يقفلون ش اسمه منتخب ويتم توجيه مصروفات المنتخب إلى البطالة والأسرة الفقيرة أبرك يمكن يلقون دعوتين حلووة

  2. Hroofi.com كتب:

    الرياضه عندنا اشبه بكلية عسكرية ، اللاعبين جنود نفسيتهم شبه مهدوده . المدرب هو الرقيب ، يتكأ ويصدر الاوامر..
    ماذا تتوقع من فريق لايعرف ماذا يفعل؟

  3. سليمان الذويخ كتب:

    أتمنى يجي اليوم اللي ما نشوف فيه لاعب أجنبي ولا مدرب أجنبي ولا حكم أجنبي ولا إحتراف !
    ما ذا استفدنا من كل هذا ؟!
    اموال تهدر بلا حساب !
    بينما الوضع الإقتصادي والبطالة والفرص الوظيفية الشحيحة لايخفى أمرها على احد !
    الرياضة مطلب اساسي واعتبره ضرورة للجميع ‘ خاصة في ظل الترهل الجسماني والكروش
    أتمنى مثلا لو ارغم افراد ( العسكر ) جميعا على الإنضمام لأندية ليمارسوا حصة يومية من التمارين
    أتمنى كذلك للمدرسين ان يقوم كل مدرس يوميا بممارسة الرياضة في حصة الفراغ بدلا من الجلوس والانشغال بمشاكسة المدير وتذكر تقرير الكفاية او النقل !
    أتمنى ايضا في كل جهة حكومية ان يكون هناك ساعة او ساعتين اسبوعيا ( حصة رياضة ) يمارس فيها الموظفون الرياضة المناسبة داخل كل جهة ! ( اقترحت هذا في العام 1405 هـ ) فكان الرد (!!!!)
    على اية حال
    المدرب في المنتخب شيء آخر
    فهو على حق
    ومن لا يصدق
    شوفوا انجازات بوسيروا الخارقه التي اوصلتنا لكأس العالم ولكن ( بلاي ستيشن )!!
    و بالصف الثاني وصلنا عبر خوارقه الى وصافة دورة الخليج ( بعد تخبطاته المغصويه ( من المغص ) )
    وهاهي سوريا تتحفنا بهدف السبق وهدف الختام دليل تمكنهم وان الأهداف ما جاءت بالصدفة !
    وخلنا من موضوع ان المنتخب السعودي كان مسيطرا
    فالنتيجة ليست للمسيطر ، بل للمسجل !
    والحديث يطول
    وخلها على ربك
    على فكره : ما تبي وظيفة مدرب لمنتخب السله ؟! *_-

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    يابو احمد احتاج اليوم تفهمني على قدر عقلي وانتم استاذنا لايعلو على فهمكم
    انا اعتقد ان هناك علاقة وطيدة بين الرياضة وحالها اليوم بحال اوضاع كثيرة
    منها اجتماعي ومنها سياسي ومنها ثقافي ومنها مادي وحالة الركود الموجودة
    في اوضاع وامور كثيرة ولااعلم كلامي صحيح والا الفيوز ضربت عندي !!!
    وشكر الله لكم

التعليقات مغلقة.