ثمن 11 سبتمبر (1 من 2)

حتى وإن كنا أمام مدّ عاطفي سياسي عربي… جماهيري، له مبرراته المشروعة، فالعاصفة العاطفية هذه، لا تعفينا – حذراً أو طمعاً – من البحث والتحليل لإدراك وفهم ما يجري، كيف ولماذا وإلى أين؟ هذه الإشارة في غاية الأهمية قبل الشروع في القراءة. سببها أن البعض يرى في مثل هذه المحاولات تبريراً لأوضاع عربية متردية أو دعماً لنظام أو لدكتاتور فاسد وهو أمر غير صحيح بالمرة، بخاصة مع حرب الاستقطاب الإعلامية التي نعيشها.
***
«إن تطوّر الأوضاع في العراق «يثير الدهشة»، والديموقراطية في هذا البلد تعتبر مثالاً للمنطقة، رغم أنها غير مكتملة».
(«روبرت غيتس» وزير الدفاع الأميركي من بغداد الأسبوع الماضي).
الرسالة واضحة، الأدوات متوفّرة والبيئة المحيطة خصبة، نموذج عراق نوري المالكي وفيلق بدر والحرس الثوري الإيراني، نموذج سجن أبوغريب والطائفية والفلوجة، العراق المقسَّم المهيمن عليه، في عرف أميركا نموذج مدهش ومثال للمنطقة «بمعنى وجوب الاحتذاء به». ومن الطبيعي أن تمتدح أميركا عملها، فهي من غزا واحتل وجلب معارضين إلى الحكم بقسمة معروفة، أميركا تريد دولاً عربية مثل العراق الحالي، مقسَّمة ومهيمناً عليها من الجيران، ألا ترى معي نماذج مشابهة بل مطابقة لأحمد الجلبي في المشهد العربي هنا وهناك.
وهي، وإن دعت بالشعارات إلى الديموقراطية والحرية، فلا علاقة لها حقيقة بما يحصل للشعوب، هذا يعتبر في عرفها – أياً كان حجمه وطول زمنه – ثمناً للحرية، وعداً جديداً، بالتأكيد ليس مثل وعد بلفور. ثم هل يُنسى أن الدكتاتور في كل مكان يقدّم الوعود بالمن والسلوى للجماهير.
يتطابق تصريح غيتس مع تصريحات سابقة لوزراء من عهد بوش الابن. راجع تصريحات كوندليزا رايس ودونالد رامسفيلد، من الشرق الأوسط الجديد إلى الإسلام المطلوب أميركياً، الفرق أن بلدوزر أوباما أكثر بطئاً من سابقه، لِنقل أقل سرعة وبأدوات مختلفة أكثر نعومة، لكنه في الاتجاه نفسه. أوباما الذي نجح في استخدام الشبكات الاجتماعية للفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية يستخدمها فريقه في المنطقة، ومع توقّع عدم انتخابه مرة ثانية لهشاشة الأداء يتحفز المحافظون الجدد للعودة إلى منطقة أصبحت أكثر خصوبة.
من يعتقد أن الولايات المتحدة حصرت دفع ثمن 11 سبتمبر بتنظيم «القاعدة» مخطئ، والدليل النتائج من حولنا، أميركا تنتقم بنَفَس طويل، نَفَس ينتج أكبر عائد سياسي واقتصادي، إنها تريد إعادة بناء المنطقة برؤية جديدة وحدود جديدة، يجري هذا بنعومة مثل سريان الماء، والمنطقة تعيش الآن مرحلة الهدم المنظم.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على ثمن 11 سبتمبر (1 من 2)

  1. بدر الفهد كتب:

    الا يوجد في رعاءالأمة العربية “رشيد “يفهم ذلك ويعتبر ؟ الا يفهم أن الفساد استشرى في البلاد ويجب البحث والتغيير للأصلاح قبل خراب مالطة ؟ الا يعرف ان الديمومة لله والاستمرار رهن بوطن نزيه خاليا من كافة انواع واشكال الفساد واوجهة ؟ الا يعرف أنه قد تغيرت ثقافة الشعوب وادراكاتها لتنوع مشاربها المعلوماتية والمعرفية وباتت تتسابق قانعة الى التغيير ؟ الا يعلم ذلك الراعي أن الوطن فوق الجميع ليسارع بالتغيير دون الألتفات لمطبل ومهون وأن كان من ذوي القربى والموثوقين ؟ الا يعلم أن النسق والنسيج لفكرمجتمعات الشعوب العربية تمخض عن ادبولوجية متشببة تتطلب قيادات وادارات ومؤسسات شابة توظف وتدفع بمدخرات ومكتسبات اوطانها لتحقيق النموء وتسريعة لتصبح اوطان وشعوب امنة متمدنة حضاريا وفكريا وسلوكيا ؟الايفهم الراعي العربي ان في ذلك حصن وتحصين البلاد والعباد لينام وشعبة آمنين الزلات والتقلبات الذي يقودها المحتاجين والمضلومين المقهورين في حقوقهم تجاه الأستبداد الأقتصادي والسياسي والتشريعي الذي يسلبهم اشيائهم وذاتهم وحقوفهم بأمرالناهي والحاكم الذي هو كل شيء ,الحكم والقاضي والجلاد والجزرة والعصاء ؟ ليتهم يفهمون ويعون ويعتبرون ولايكابرون ويهونون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. جلال كتب:

    اختلف معك يا ابو احمد كثيراً
    دعك من هذا الأسر ضمن احداث 11 سبتمر وتصوير الاحداث المتسارعة في المنطقة بشكل انتقام ومدروس من قبل الدول الغربية هذة الدول تعمل بشكل برغماتي نفعي متغيرة السياسات في اطار مرسوم ومحدد وليس بمبادىء وقيم تختزل على شكل انفعالات كما هو الحال مع دولنا هذة مؤامرة لها30 سنة وتلك التحركات مدعومة من الخارج ونتعرض من قبل مخربين وووالكثير من الازداجية في تصنيف الاحداث ورجال الدين يصنفوا هذة ثورة مشروعة وتلك الخروج على ولي الامر وكأننا ليس لدينا مشاكل سوى اسرائيل وايران والمؤامرات الخارجية
    هناك حقيقة واحدة وهي ان الشعوب تتحرك من اجل دولة العدالة والحفاظ على الحقوق بجميع اطيافها وبعيداً عن التصنيفات المذهبية والدينية والقومية والوطن فوق الجميع لاننا بكل المقاييس نفتقدها هذة الايام نتيجة اختزالها بمفهوم واحد

  3. اشكرك الاخوة الكرام بدر وجلال، الاختلاف امر صحي المهم ان يكون هناك محاولة للبحث عن الحقيقة او جزء منها، بالنسبة لجلال ارجو منه اعادة قراءة المقدمة

  4. عرباوي كتب:

    الشعب العربي يتظاهر ويضحي بنفسه, وأمريكا والغرب تنصب الحكام العرب الجدد, وتجني الأرباح..
    حقائق لا بد أن يعلمها كل عربي ومسلم
    أولا: أن الغرب قد سرق من الشعب المصري ألف ضعف, مما سرقه مبارك, وان كل ثروة مبارك ما هي إلا بقشيش, مقارنة بمس سلبه الغرب وأمريكا من الاقتصاد المصري, وهذا سبب فقر الشعب المصري.
    ثانيا: أن علماء الاقتصاد في الولايات المتحدة اقترحوا على اوباما, استغلال الثورة العربية وتحويل بعض الأنظمة الوطنية والعربية إلى أنظمة إسلامية, هذا بتاريخ 26 – 1 – على أن يكون قائد الدولة الحديثة حليفا لأمريكا, مثل مبارك, أي مبارك, ولكن بطربوش إسلامي, وان يقبل هذا القائد الورقة الأمريكية كاملة,.هذا لتحسين الوضع الاقتصادي المنهار في أمريكا, والغرب بشكل عام.
    الشعب العربي يتظاهر ويضحي بنفسه, وأمريكا والغرب تنصب الحكام العرب الجدد, وتجني الأرباح..
    احذروا أيها شرفاء احذروا… احذروا أيها شرفاء احذروا…. احذروا أيها شرفاء احذروا

  5. إذا أخلص الحاكم سواء كان رئيس أو أمير أو ملك لوطنه ولشعبه وحكم بالعدل وقوى أواصر الصلة بينه وبين أفراد الشعب وعمل على الرقي بوطنه حسب أمكانيات الدولة فلن تستطيع أي دولة مهما كانت قوية ومهيمنة كأمريكا أو غيرها أن تتعدى عليه وعلى دولته وشعبه , حتى لو شذ القليل من الخونة وتعاونوا مع االقوى الخارجية فلن يستطيعوا الإضرار بالبلد ومثال ذلك الرئيس الفنزويلي عندما أطيح به من قبل أعدائه الخارجيين ومن ثم رجوعه وعودته من قبل شعبه .

  6. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    والله اخونا الحبيب بدرالفهد ملاءها عدلا وجمع القديم والجديد وماعاد ترك
    لنا شئ نقوله ونبصم معاه على كل ماجاء في تعليقه وشكرا

التعليقات مغلقة.