في الحضيض

على موقع «تويتر» ظهرت آراء أخرى في قضية محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وعلى رغم أن وزير العدل الأميركي اريك هولدر ظهر ليقرأ بياناً مكتوباً أشار فيه إلى نجاح السلطات الأميركية في إجهاض محاولتي تفجير السفارة السعودية واغتيال السفير عادل الجبير… وكشف أسماء إيرانيين متورطين، وفرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أربعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني لضلوعهم في العملية. مع كل هذا صنع بعض مستخدمي «تويتر» من الشباب السعوديين مادة ساخرة من القصة، ومن خلال «هاشتاق»، انهمرت التعليقات الساخرة وتمحورت غالبيتها على أن إيران هي سبب كل المشاكل من الازدحام المروري في المدن السعودية إلى عدم حصول نادي النصر السعودي على بطولات!
أجزم بأن الشباب في السعودية يعون الخطر الإيراني وإن كان بعضهم من صغار السن الذين لم يعايشوا جرائم إرهابية دعمتها إيران في شكل مباشر أو غير مباشر سواء في مواسم الحج أو في غيره داخل السعودية وفي دول خليجية أخرى واستخدمت عرباً من جنسيات مختلفة في تلك الجرائم، ربما بعض منهم لم يعايش تلك الأحداث وغيرها لكنه يتابعون ويقرأون ما يصدر عن طهران ومسؤولين فيها كل يوم وهو يخبر عن النوايا و «العواطف الجياشة».
القصة أو السخرية الشبابية، من الرواية الأميركية مكمنها ليس هنا في اعتقادي، أي ليس في تبرئة طهران من عملية إرهابية محتملة مثل تلك. السعوديون مثل غيرهم يحبون وطنهم وسفارات بلدانهم وسفراء يمثلونهم، ورد الفعل المعتاد استخدم إيران كيس ملاكمة على «تويتر»، لكن مكمن الموجة الساخرة يتركز في تلاشي صدقية السياسة الأميركية ووصولها إلى الحضيض أو ما تحته بدرجات. وعلى رغم أن محاولتي الاغتيال والتفجير تمتا داخل الأراضي الأميركية إلا أن القناعة بروايتها في مؤتمر وزير العدل الأميركي، تضررت بسب صورة رسختها عقود من انحياز السياسة الأميركية ضد المصالح العربية في المنطقة… لم يترك انحياز أميركا السافر والمخجل لإسرائيل ومصالحها على حساب المصالح العربية مساحة للتصديق، ولم يترك تقديم واشنطن العراق على طبق من ذهب لإيران فرصة للمراجعة وإحسان الظن. صحيح أن تاريخ الحكومة الإيرانية حافل بالدسائس والمؤامرات ومحاولة السيطرة وتوسيع دائرة النفوذ في المنطقة بكل وسيلة، لكن من الصحيح أيضاً أن أميركا ساعدتها وتساعدها، وسياستها المنحازة لإسرائيل تقدم لها الوقود اليومي.
مشهد على تويتر أجبرني على التوقف والمتابعة – لشريحة مهمة من الرأي العام يتلمس الغرب اتجاهاتها ويحاول التأثير عليها وربما استخدامها إن استطاع، مشهد يقول لأمريكا أنتم تواصلون تحقيق الخسارة والسبب إسرائيل.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على في الحضيض

  1. جلال القيصوم كتب:

    المشكلة يا استاذ عبدالعزيز صدقية وسلوك حكومات الولايات المتحدة الامريكية بالنسبة لشعوب المنطقة السؤال المطروح بشكل منطقي عقلي كيف تريدني ان اصدق رواية الادعاء من قبل وزير العدل الامريكي ضمن حكومة اوباما التي لم توافق على انضمام فلسطين في هيئة الامم المتحدة وقدمة الاعتراض على هذا الانضمام ان تريد بهذة الامة والوطن خير ؟ دعنا من اي دولة سوى كانت ايران او فيتنام ليست القضية الدفاع عن هذة الدول امريكا لها استراتيجية في لمنطقة ومن ضمن الادوات اشعال الفتنة الطائفية بالمنطقة وان كان هناك بعض الاغبياء في ايران لا يردون بنا خير الا ان الواقع لم يصلو لهذة السذاجة في التنفيذ اثنين يا ابو احمد وين بامريكا

  2. احسنت الطرح وباتزان وايضا الحدث باسم الخارجية الامريكية منذ اسبوعين اتهم باكستان بدعم الارهاب ودعم طالبان وعليها ان تقوم بكل شىء وتحارب شعبها حتى ترضى امريكا ولايقول ان على امريكا اى دور بل لاجل مصلحة باكستان ووجودها والغريب لم يتهم ايران باى نسبة بانها تدعم الارهاب بانواع وحتى فى افغانستان وهذا التحيز المريب مع ايران كما اشرتم يضع مصاداقية امريكا على المحك وخاصة وان نجادى تطير طائرته بكا اجواء الحلفاء ولم يكدر خاطرها من كابول وحتى مواقع حزب الله بجوار اسرائيل وسلطان سليمانى يديرفرع الاستخبارات الايرانية من بغداد ومن المنطقة الخضراء اما السيستانى الرجل الروحى فقبض 200 مليون دولار من وزير دفاع امريكى سابق حسب مذكراته والسيستانى العقل الروحى الايرانى -فهل نبكى ام نضحك وشكرا للياقة طرحكم

التعليقات مغلقة.