عام بعقود

كان العام الماضي عام أعياد للبعض ونكبات لآخرين، تبدو جموع المستبشرين أكثر بكثير من المنكوبين، أكثرية ساحقة… هكذا يظهر، عام طويل مترع بالغضب والاحتجاجات والدماء، ولد هذا العام ولادة قيصرية من حمل ثقيل، من جمود عقود، ولا يعرف حتى الآن نوع المولود.
التحولات في العالم العربي خلال عام واحد أكثر مما حدث له في نصف قرن، حتى في سجل التاريخ سيكون مجلد هذا العام عن مجلدات حجماً وأحداثاً وتبعات مستقبلية، الزلزال وقع بالفعل والتهديد او التحذير من وقوعه متأخر جداً، كأنه تحذير صادر من تحت حطام، المنطقة تغيرت وتتغير، وللزلازل توابع ربما تكون آثارها أفدح في حجم الخسائر ألماً وحسرة.
في العام الماضي انحسر بعض الظلم عن ملايين هم في شوق ولهفة للإنصاف يتلمسون هلاله لعله يبزغ، ولكن السحب كثيفة، سقطت أقنعة وفراعنة وتحطمت تماثيل وأحرقت صور وقصور تهاوت على ساكنيها، من كان يصدق؟ قبل عام كان أناس من حولهم يهرولون لتهنئتهم بعيد الأضحى، واليوم يتبادلون التهاني بسقوطهم، تراجعت صيحات بالروح والدم نفديك، وارتفعت أصوات تخبطت بالدماء تصرخ… ارحل.
ابلغ ما يقال من وصف للعام الماضي في العالم العربي انه كان عام «من أنتم»!؟ وان كانت المقولة سجلت للقذافي في لحظة إفاقة من غيبوبة طالت حجبت البصر والبصيرة، فإنها قيلت وتقال من غيره حتى الآن بلهجات مختلفة وصيغ متعددة وعواصم متباعدة لكن بلغة عربية واحدة، إن كان هناك سر في ما حدث في عالمنا العربي ستجده مكنوزاً في ذلك الاستنكار الفاضح، من أنتم؟ سؤال الطاغية الأعمى.
إذا كان العام الماضي هو عام من أنتم؟ فهل سيكون العام المقبل هو عام «ها نحن»! أم سيبدأ جمع أحرف «من أنتم»؟ مرة ثانية لتنطلق من ألسنة أخرى بعد أن تمكنت الأيدي من مواقع السحر والغيبوبة… كراسي السلطة.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على عام بعقود

  1. منتهى كتب:

    اخشى ان يكون عامهم ( من نحن؟) و بالتالي يصبح ( الزهايمر العربي )،،
    كما ارجو أن لا يزيّن لهم الشيطان سوء عملهم،،
    ادام الله علينا وعليكم الامن والاستقرار،،
    وكل عام ونحن على خير وعزّة،،
    وكل عام ونحن الى الله اقرب ولرحمته ارجى وارغب .

التعليقات مغلقة.