نقاش حاد في مجلس الشورى حول نظام مكافحة الفساد. طالعتنا صحيفة “الحياة” بهذا الخبر على صفحتها الأولى يوم الثلثاء الماضي، ولا أرى أن هناك اختلافاً في قضية مكافحة الفساد، و”إيجاد نظام فعال يطبق بحذافيره وبصورة عاجلة عادلة” هو لب الحاجة. أما إصدار نظام فقط وإقرار استراتيجية فلدينا كثير من الأنظمة التي صدرت ولم تطبق، وكثير من مشاريع الأنظمة ما زالت تحور وتدور بين اللجان، لذلك لم أفهم سبب الحدة في النقاش بين أعضاء مجلس الشورى الموقر، هل هو بسبب ارتفاع درجة الحرارة في مدينة الرياض؟… ربما. ممكن أن سببه الحديث عن الترشيحات الجديدة لعضوية المجلس؟!، لا أعرف السبب، فعندما أطالع بعض الجلسات التي يبثها التلفزيون أجد كلمات هادئة يكررها الأعضاء، الأفكار نفسها تكرر بكلمات مختلفة، متداولين سعادة المايكروفون الظريف بين أيديهم.
ما تعودنا عليه من مجلس الشورى هو النقاش الهادئ… البارد… درجة التجمد، وما علمنا عن المجلس أنه “مع احترامي للجميع” محطة ينتظر فيها البعض منصباً وكرسياً أعلى، وهو حق مشروع ينبغي ربطه ربطاً وثيقاً بالأداء والإنجاز، أما الحدة في النقاش فهذا أمر جديد علي، وقلت أنني أحكم من خلال النتائج، فماذا أنتج مجلس الشورى؟ وليس في هذا تقليل من أعماله وتقاريره، ولكنني أحكم بما ينفع الناس، فما الذي وصل إلى رجل الشارع والرصيف الذي حدثتكم عنه يوم الخميس الماضي من إنجازات المجلس؟ أين نظام مكافحة الغش التجاري؟ وأين حماية المستهلك وإعادة الحيوية إلى مشروع هيئة حماية المستهلك المستقلة والمحفوظة حالياً في درج من الأدراج؟ ثم أين مجلسنا الموقر من نظام تطبيق البصمات؟ هذا النظام الذي لم ير النور، هل يعلم أصحاب السعادة أعضاء المجلس الموقرين الخسائر السنوية التي تتكلفها الدولة لعدم وجود نظام للبصمات يطبق على القادمين والمسافرين؟ إنه رقم كبير، ولا أستطيع أن أقول إلا أنه بمئات الملايين… فقط في ما يخلص تكلفة ترحيل العمالة الوافدة المخالفة، ولم تحسب في هذه المئات من ملايين الريالات حقوق الناس التي هربت بها العمالة المخالفة بتذكرة وإعاشة مجانية من إدارة الوافدين، وعودة المبعدين بتأشيرة خروج نهائي من مخالفين ومجرمين مرات ومرات إلى أرضكم المعطاء.
سيأتي من يحدثني عن اختصاصات المجلس ودوره المرسوم وهذا لا يقنعني ولن يقنع أحداً، لأنني أجزم أن بيد المجلس وأعضائه الكثير من الممكن، لكنه تحول إلى لجنة ضخمة مرشحة لتضخم أكبر، والله المستعان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط