“الطق” في لهجتنا المحلية هو الضرب والطرق، ويمكن ان يكون بين طرفين من البشر مثلما هو صوت الحجر على الحجر كما في مراجع اللغة، وتوسع استخدام البعض لهذه الكلمة حتى تحولت إلى جوكر. فيحدثك أحدهم عن فلان الذي “طق” سيارة آخر موديل، وآخر يروي لك قصة عن فلتان الذي “طق” له زوجة ثانية أو منزلاً جديداً. والذي لا يعلم المقصود لا بد من أن يفكر أننا مجتمع من المصابين بالسادية، نحب أن “نطق” كل شيء من السيارات إلى الزوجات والمنازل.
ويأتي التعبير فلان “طق” له سيارة مزداناً بعلامات تعجب ودهشة مشوبة بغيرة، تراها في ارتفاع للحواجب مؤطر بابتسامة مؤثرة، فهو لم يستطع “الطق” إلا لمقدرة وإمكانات لا تتوافر للراوي، ولا يخلو الأمر من بعض الحقيقة إذا ما دققت النظر في لغة الجسد بالنسبة للدلالين والشريطية، خصوصاً في سوق السيارات المستعملة. كما ترى مثل ذلك عند بعض من يصر على إقناعك بما يقول بضرب أو “طق” الطاولة براحة اليد، وتكون هذه اللغة أخف حدة عند بعض آخر فيستخدم أطراف الأصابع أما على سطح خشبي أو على كتفك… أيهما أقرب؟
ولم يكن هذا الوصف معروفاً بحسب علمي، فقد استخدمنا “الطق” كتعبير عن الطرق وكأنه اختصار له، فكانت الأبواب تطق أو تطرق، ثم انسحب على خلافات الأطفال ومعاركهم، فيأتي الصغير إلى أبيه قائلاً:
“فلان طقني”!
وبعدها استحوذ المعلمون على استخدام هذا الفعل لتربية التلاميذ، فإذا اشتكى الابن الى أبيه من “طق” المعلم قال له: “أنت وياه بالطقاق”، وحتى الآن لا أعرف ما هو الطقاق، فهل هو السجع، أم أن الطقاق مكان بعيد مثل “قريح” وضواحيها. وفي حفلات الزفاف تنتظر النساء، وتسأل إحداهن الأخرى عن حفلة الزفاف وهل “بيحطون طق”؟ أي هل هناك فرقة نسائية “تطق” الدفوف، بمعنى فيه “وناسة” أم لا؟ والذي جاء بفكرة المقال أن أحد المتصلين بقناة فضائية عربية من ربع “ممكن أشارك” استخدم في مداخلته هذا الفعل كثيراً، وتوقعت أن المشاهدين من مجتمعات عربية أخرى قد لا يفهمون القصد، ولا بد من التوضيح في جريدة دولية، خصوصاً أننا متهمون بالإرهاب.
ولي عودة الى الطق، فقط على الورق.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط