مبيد… «رح اشتر»!

كان يفترض أن أكتب «فليت» بدلاً من مبيد، فهو أقرب «للذائقة» الشعبية المعنية أكثر بالخطورة الصحية لهذا الاستخدام. لكنى تحفّظت، حذراً من فهمها من باب التمني، فـ «ليت» تتناسل بكثرة هذه الأيام!
حكاية علل نعاني منها حكاية بسيطة، من ناحية التشخيص، الداء واضح والدواء أوضح، لكن لا معالج، فالحارس «لاهي». الحكاية أو العلة الصغيرة تخبر عن العلة الكبيرة.
من خلال حملة يشكرون عليها، حذّر رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور يحيى الوهاس، من مبيد اسمه «الأورجانو فوسفات» يباع في الأسواق، ومتاح لمن أراد الشراء. المبيد صنف بالخطورة الشديدة، وتستخدمه أمهات جاهلات لإزالة القمل، وهو يسبب تسمماً قد يؤدي إلى الوفاة، ورصدت عشرات حالات تسمم.
الخبر على أهميته صغير، لكنه يخبر أن الحكاية هكذا ببساطة، هناك «مبيد/سم» يباع من دون تقنين، وله وكيل يبيعه على رغم خطورته، وهناك جهاز حكومي مسؤول عن ذلك لا يحرك ساكناً، يستفيد التاجر أو الوكيل من تضرر الناس، وقد يقول قائل: «من عدم وعيهم»، ولا يسأل أحد عن وعيه هو، ووعي المسؤول عن سلامة الجمهور.
لو بحثت عن معظم العلل التي نعاني منها، الصغيرة والكبيرة، ستجد تشابهاً مع حالة (المبيد/السم) شديد الخطورة. هناك مستفيد وحارس «لاهي»، ومتضررون بعضهم يعلمون وبعض آخر لا يعلم.
في جزئية المبيد الخطر، أنتم وأنا نعرف الجهة المسؤولة عن «الفليتات» والمبيدات، ولن أذكرها لتوقعي سماع الرد الشهير: «رح اشتر»!