«رخترهم ورخترنا»

ترددت تحذيرات عن زلزال سيصيب منطقة الخليج بقوة كبيرة، ثم ظهر أنها غير مبنية على أساس علمي، والجهة «الأميركية» المنسوب إليها التحذير غير موجودة في الأصل! لكن بروز خطر الزلازل احتمال قائم، لا أبلغ من رسالة الأرض الأخيرة، وبعد تأثر محدود لمناطق في الخليج بما فيها أجزاء من المنطقة الشرقية في السعودية والعاصمة الرياض جراء زلزال إيران الأخير، وتنشأ مثل هذه الإشاعات على جزء من حقيقة، أو على أساس حقيقي كزلزال إيران الذي هزّ المنطقة.
لكن ما العمل؟ من نافلة القول أن الاحتياط واجب للمستقبل، كما أن دعوات متخصصين مثل رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري لسرعة العمل على تعديل كود البناء ليكون مقاوماً للهزات الأرضية، وإنشاء إدارة مركزية للكوارث والأزمات «كما هي الحال في العالم الأول» يجب أخذها بجدية واهتمام لا يخضع لدهاليز البيروقراطية وعذر «البند لا يسمح».
كل ما وقعت كارثة يتصاعد الحديث عن إدارة الأزمات والكوارث، ولم نستفد أو نتعلم من أحداث وكوارث مرّت بنا.
في العالم الأول – أقصد المتقدم بتقدم قيمة الإنسان لديه على غيره، هناك ابتكروا مقياس «رختر» للهزات الأرضية، في حين أن لدينا مقياساً آخر يمكن تسميته «رح اشتر أو احتر»، وهو خاص أيضاً بالأزمات على مختلف أنواعها من الشعير إلى السكن والاختناق المروري، ونحن ولله الحمد والمنة نُفاجأ دائماً بالأزمات سواء منها ما يرتفع مده أمام العيون الشاخصة أم ما يأتي فجأة كسيول الصحاري، ولا علينا قاصر، مقياسنا له درجات أيضاً، أعلى درجاته «لم يكن في الحسبان»، وأدناها «قريباً» وتحت الدراسة! سلة يمكن الاختيار منها كما تتبضع من سوبر ماركت.
وبحسب فهمي المتواضع، شبكات رصد الزلازل، يفترض بها توقّع الهزات قبل وقوعها بوقت مناسب، ليمكن الإخلاء والحيطة للحد من الآثار الكارثية على البشر والممتلكات، لكن ما لمسته من ردود أفعال مثل «لا مخاوف» يوضح أن هذه الشبكات للرصد و… الأرشفة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على «رخترهم ورخترنا»

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    ابا أحمد
    مقترح قديم : من أيام سيول جدة !
    هيئة عامة للحماية المدنية من أضرار الكوارث والأزمات
    http://www.abunawaf.com/post-8903.html

التعليقات مغلقة.