أين «التعاون الإسلامي» من عالمها؟

ربما يبعث العنوان على الاستغراب، عن أي تعاون «إسلامي» نتحدث وسط صراع دولي في المنطقة أدواته إسلامية، مع بروز بل إبراز للطائفية، وميدان الحروب فيه عربي إسلامي.
لكن الحديث عن أبعد من ذلك، فإذا كانت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لها مصالح متعارضة وصراعات في محيطها أو مجالها الحيوي، من «شبه» المؤكد ما دام «التعاون» الإسلامي يجمعها أن هناك اتفاقاً على أحوال المسلمين في البلاد البعيدة، يفترض أن تمثل منظمة التعاون الإسلامي الحد الأدنى منه.
عندما تولى البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمانة منظمة التعاون الإسلامي استبشرت خيراً، توقعت أن تشهد منظمة المؤتمر «التعاون لاحقاً» تغييراً وفعالية في المحافل الدولية، والذي تابع تصريحات وكلمات البروفيسور أكمل الدين إحسان ربما توقّع ذلك، الرجل بحسب ما قرأنا له مفكر ولديه رؤية، أيضاً كان لبروز الدور التركي في المنطقة والعالم الإسلامي دور في إيجابية التوقعات مع تولي تركيا أو ممثلها قيادة المنظمة، لكن ما حدث هو تطوير شكلي للمنظمة، وها هو البروفيسور يغادر المنظمة ولم يتغيّر منها سوى اسم مع مبنى جديد.
لا أفهم كيف لا تستطيع منظمة التعاون الإسلامي التأثير في مذابح وإبادة وتشريد يتعرض لها المسلمون في ميانمار، الصور والأخبار الواردة من هناك مفزعة، والمنظمة تمثل عدداً لا بأس به من دول العالم له ثقله الاقتصادي والسياسي والسكاني. ميانمار مثلاً ليست ميداناً للصراعات، وحتى ولو كان ذلك لماذا لا يكون «التنافس» إيجابياً للحد من الإبادة؟ حتى في دول إسلامية أخرى كبيرة مثل نيجيريا التي تعاني من حروب داخلية وإنهاك قد يفتتها لا تتدخل المنظمة، وقبلها باكستان، وفي السودان قبل الانفصال وبعده لا حضور للمنظمة؟ ما هي فائدتها بالضبط إذا لم تكن لها أدنى قدرة على التأثير؟ لم أذكر سورية الجريحة لأنها تحولت للأسف إلى ميدان وبؤرة صراع دولي بأدوات إسلامية، إلا أنه في الحقيقة كان بإمكان المنظمة أن تحدث فرقاً في سورية أيضاً، لديها من الأعضاء من يستطيع التأثير، لكنها لم تفلح، انزوت واكتفت ببيانات ضعيفة لا تهتم بها حتى وكالات الأنباء.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على أين «التعاون الإسلامي» من عالمها؟

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    التغيير فقط تحويل المنظمة من تضامن اسلامي الى تعاون اسلامي بالشكل
    اي الدول الاسلامية البترولية الغنية تصرف وتصرف. لان الوضع الراهن
    كبت الصوت الاسلامي في المسرح العالمي.

التعليقات مغلقة.