التميّز أو علك «أبوطابع»!

تحول التجمل بصفة «التميّز» إلى ما يشبه علك «أبوطابع»، كل من استطاع يقوم بعلكه، ثم نفخ بالونة كبيرة منه، أحياناً تنفجر، وأحياناً أخرى تفش ببطء وهدوء، من دون انتباه من أحد، وعلك أبوطابع «لبان» من العلوك القديمة، له خاصية أفضل من علوك أخرى في النفخ، بالنسبة للمحترف يمكنه نفخ بالونة منه تغطي نصف وجه، أيضاً لهذا العلك نكهات مختلفة ظهرت في وقت كانت النكهات غير منتشرة كما هي الحال الآن، الميزة الثالثة في هذا العلك احتواؤه على ورقة عليها رسم يمكن نسخه، يقوم الأطفال في العادة بنسخه «طبعه» على معاصمهم، من هنا جاءت التسمية المحلية «أبوطابع». النسخ أو الصورة هي بالطبع «توهم» بوجود شكل ساعة أو حلية «يتميز» بها الطفل عن أقرانه.
وزير العمل المجتهد في متابعة تصحيح أوضاع العمالة، والحريص على برنامجي حافز ونطاقات للتوطين لا يترك فرصة إلا ويتحدث عن قضية البطالة والتأهيل ودور القطاع الخاص، لكنه لا يقول كلمة واحدة عن مؤسسة يترأس مجلس إدارتها، على رغم أنها معنية بالتدريب التقني والمهني كما يفصح اسمها، لم يُذكر له حديث عن أسباب فشلها، وتاريخ متراكم بمعاهد ودبلومات كانت من نتاجها قضية خريجي الدبلومات الصحية! وأخيراً أعلن عن مشروع بأربعة بلايين ريال باسم كليات «التميز»، والشراكة «الاستراتيجية» بين مؤسسة التعليم التقني والمهني وشركات لإدارة هذه الكليات، وهي الكليات التقنية القائمة حالياً أو بعض منها، والطريف أن محافظ مؤسسة التعليم التقني والمهني قال في تصريح صحافي إن المؤسسة لن تدير هذه الكليات، بل هي جهة تنظيمية، والسؤال هل استطاعت المؤسسة في تاريخها تنظيم صلب اختصاصها ومعرفة حاجات سوق العمل وهي من يرخص ويشرف على المعاهد والكليات الأهلية بما أنتجت مما هو معروف؟ وللدقة والموضوعية في مسألة عدم إدارة المؤسسة للكليات المجددة أو الجديدة، فإن نائب المحافظ هو مدير كليات التميز، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة هو رئيس مجلس المديرين، يعني كما يقول المثل الشعبي: «صبه احقنه»…
وسلامتكم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على التميّز أو علك «أبوطابع»!

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله.
    مؤسسة التعليم التقني والمهني تكاليف التدريب فيها اعلى من الدول المتقدمة، وذلك بسبب قلة اعداد المتدربين والذين ينظرون فقط للمكافأة. لماذا لا يتم تبني مركز لفحص العاملين في المهن الحرفية وايجازتهم كمعيار لسوق العمل سواء محليين او مستقدمين. …

التعليقات مغلقة.