في انتظار الغرب!

المتابع للمواقف الأميركية والأوروبية من الأحداث في المنطقة على سخونتها يستطيع استنتاج أن الغرب يتلاعب بالعالم العربي، في المشهد السوري نموذج وفي المشهد المصري نموذج آخر، ولا يمكن استثناء أسلوب التعامل مع حكومة الملالي في إيران.
في سورية قال البيت الأبيض «أخيراً»، أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سورية، هذا قد يعني موافقة أميركية على استمراره إلى الانتخابات المقبلة، وهو أحد شروط الحكومة السورية في الحوار المزمع. أيضاً في الشأن السوري أعطى الغرب إشارات متباينة في كل فترة من فترات الصراع ووفق تطورات الواقع على الأرض، تراجعت حدة تصريحات «ارحل» السابقة إلى إعلان الامتناع عن تسليح الثوار، ثم الحديث عن نوعية السلاح ما بين فتاك وغير فتاك، لتنفجر فضيحة بريطانية بعد نشر تقارير لجنة برلمانية بريطانية كشفت أن لندن أصدرت تراخيص تصدير بقيمة 12 بليون جنيه إسترليني لبيع معدات عسكرية إلى دول مدرجة على قائمتها لانتهاك حقوق الإنسان، ومن بينها حكومتا سورية وإيران!
ومربط الفرس الإشارة إلى حقيقة سياسة الغرب، فهي تعتمد على الانتظار والاستثمار مع وجود خطط تتناسب مع التوقعات. ويبرز مثل هذا الاعتماد خصوصاً في ما يتعلق بأحداث الربيع العربي، وهو ما يبدو للبعض أنها سياسة يشوبها التردد!
هل من عاقل يعتقد أن الغرب يريد أنظمة ديموقراطية في العالم العربي؟ أم أنظمة مماثلة لنظام نوري المالكي في العراق أو كارزاي في أفغانستان؟ أليس الواقع الحالي أفضل لتحقيق مصالحة؟ وهي ستكون بحال أفضل مع التجزر والفوضى اللذين سيقودان إلى التقسيم والتجزئة، كيانات هزيلة يمكن توجيهها ببساطة مع حاجتها إلى سند وظهير.
إن الغرب غير مستعجل لا لفرض حلول ولا المشاركة فيها، والذين ينتظرون حلاً من الغرب عليهم الاستفاقة من حلم لذيذ، فهو لن يقدّم حلاً، بل هو أقرب إلى عرقلة الحلول، والفرصة سانحة أمامه الآن لمزيد من الاختراقات العرقية والطائفية في العالم العربي، إنه غير مستعجل على الوجبة والطباخون كثر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على في انتظار الغرب!

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    الغرب يتحيين الفرص لحل مشاكله الاقتصادية على حساب العرب . المصد لتلك الاطماع التمسك بالاصول وتطبيق العدل قوة الجبهة الداخلية سد منيع امام اي طامع .

التعليقات مغلقة.