صورة المنزل الذي تحصن فيه الإرهابيون في مدينة الدمام صورة معبرة، آثار التدمير لم تترك متراً في الواجهة الآمنة من دون إصابة، كأنها بثور عميقة تركها هذا الفكر على واجهة بيتنا الكبير، ومثلما تمت سرقة الهدوء والطمأنينة من أعيننا سرق منا بعض شبابنا وتمت برمجتهم، ووضعت في عقولهم برامج للقتل، والذي شاهد أحد الإرهابيين في صورة الفيديو التي انتشرت في الانترنت وبثتها بعض القنوات الفضائية يرى ذلك الإصرار الأقرب للهياج والرعونة، إصرار عجيب على قتل رجل الأمن.
كنت أتمنى أن يكون أول درس للطلبة والطالبات ونحن نعود إلى المدارس عن الاختطاف، نحتاج لأن تكون الحصة الأولى أو الدرس الأول بعنوان “احذر لكي لا يخطفوك. الخطف الفكري هو أخطر ما يتربص بنا، وما زلنا في مرحلة التشاور والانتظار. يظهر أن بعضاً منا ما زال يعتقد أن هذا الفكر سينتهي من تلقاء نفسه، ما زلنا نتحدث عن أولياء الأمور ومسؤولياتهم تجاه أبنائهم، وهو أمر حقيقي لكن هذه المسؤولية ليست محصورة فيهم فقط، فهناك مسؤوليات أخرى تقع على المجتمع والأجهزة الحكومية، تعدد هذه المسؤوليات جعل المواجهة الفكرية ضعيفة وبطيئة، وكأن كل جهة تقول إن المسؤولية تقع على الجهة الأخرى، بل إن كل جهة جعلت شغلها الشاغل تبرئة نفسها ومنسوبيها من التلوث بهذا الفكر، وعند هذا الحد يقف واجبها، أليس هذا أمراً غريباً؟ هل المواجهة محصورة في القطاعات الأمنية وبعض برامج التلفزيون القائمة على مبادرات فردية؟!
نحن بحاجة إلى استراتيجية مواجهة واحدة ومعلنة حتى يكون المجتمع هو الرقيب على تنفيذها واستمرار هذا التنفيذ.
الذي شاهد ذلك الشاب المتحول إلى إرهابي وهو يركض لقتل رجال الأمن بإصرار وتقصد، يعلم أنه قد تمت برمجته، لقد وضعت في رأسه برامج تخريبية جديدة، حولته إلى آلة قتل، أبعدته عن عائلته ومجتمعه، جعلته يهرب من والدته ووالده وإخوته، ويتحول إلى وحش متفجر. هي البرمجة التي حولت كوع الأنابيب الذي يستخدم لتسهيل وصول المياه إلى قنبلة، هل توقع أحد منا وهو يقلّب كوع الأنبوب، أنه سيتم تحويله إلي قنبلة مسمارية وأن من قام بهذه الصناعة ليس إلا شخصاً آلياً تم اختطافه وبرمجته بتلك الصورة المفزعة؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط