هذا بطل لم يحمل سلاحاً سوى آلة تصوير وضمير، كان جزءاً من سلسلة توثق للنظام إلى أن استيقظ من هول ما يشاهد ويصور، فأصبح موثقاً ضد ممارسات النظام.
المصور السوري المنشق عن الشرطة العسكرية السورية، الذي أُطلق عليه اسم «سيزار» قدّم عشرات الآلاف من الصور الموثقة لانتهاكات حقوق الإنسان في سجون نظام بشار الأسد، يستحق لقب البطولة.
الصور وتوثيقها والتأكد من صحتها من محامين وخبراء دوليين على درجة عالية من المهنية والخبرة عمل سيسهم في التعجيل بنهاية للمأساة السورية، سيحطم محاولات التجميل التي ترعاها روسيا، تحويل الجلاد إلى ضحية، وربما يعجل بانشقاقات أخرى خصوصاً في السلسلة التي عملت على هذه الجرائم.
لا يعرف الكثير عن البطل السوري سوى أنه منشق عمل لـ13 عاماً مصوراً في الشرطة العسكرية السورية، ضمير الرجل دفعه إلى حفظ هذه الصور على مدى عامين، لا شك في أنهما عامان من الرعب، ثم تهريبها للمعارضة مع ما في ذلك من مخاطرة عليه وعلى أقاربه أمام نظام مخابراتي صلب معروف ببطشه، والصور فيها من البشاعة ما لا يمكن وصفه بالكلمات، والخبراء الذي التقوا «سيزار» الذي سيصبح شاهداً، وفحصوا الصور، وصف أحدهم هذه الأدلة بالدامغة في حين شبهها آخر بالهولوكوست، الصور ذكّرت بمأساة البوسنة، التجويع كان واحداً من الأساليب، لذلك لا غرابة أن يحدث مثل هذا في مخيم اليرموك! أبلغ وصف لما جرى ما ذكره سيزار نفسه وهو يصف موقع عمله: «تحول المكان إلى مسلخ».. مسلخ بشري.