مقياس «بغبغ»

محاكاة لمقياس «رختر» يمكن لنا استحداث مقياس نسميه «بغبغ» يرصد هذا المقياس «المقترح» مقدار إعادة كلام أو نشر ما تسمع أو تقرأ، ولا سيما من مصادر هلامية لا يعرف لها أصل، كما في «واتساب» أو «تويتر» و«فيسبوك» بالدرجة الأولى، ثم وسائل الإعلام الأخرى. الملاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي حولت الكثيرين إلى ببغاوات يردد الواحد منهم ما يسمع من دون النظر إلى فحواه أو يرسل ما يصله من دون التأكد وفحص مدى أهميته، وفي «واتسآب» و«تويتر» بشكل خاص تبرز الظاهرة أكثر ببغائية تحويل وإعادة إرسال بكل همة ونشاط ومجموعات تطوعية. النقل.. إنه الأمر السهل تطوعاً، ويتحول الواحد من هذه الفئة المتزايدة – من دون أن يشعر – إلى ببغاء ينحصر جهده ونشاطه في ترديد ما يصل إليه أو يتوصل إليه، فهو دائماً مشغول بالبحث عن الجديد لإعادة تجديده من دون تفكير حيث أصيب الأخير بالشلل، تم غسله ببطء وهدوء.
كان بعض الناس حريصين على التجمع (التجمهر) حول حادثة، لنقل ما شاهدوه إلى آخرين، سالفة تستقطب الانتباه، أصبحت الحوادث تصل إليهم من خلال وسائل التواصل وهم في أماكنهم، وعلى رغم أنهم ليسوا شهود عيان إلا أن ذلك لم يغير السلوك في النقل وربما التبني بإصرار وتكرار.
ويمكن لأي منا عمل تجربة باستخدام مقياس «بغبغ» لمعرفة مدى انطباق ذلك عليه، عن طريق حساب عدد إرسال خبر لم يستوعبه أو صورة لم يتأكد من دقتها أو من أثرها ثم النظر في أهمية ذلك له أو للطرف المرسل إليه.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على مقياس «بغبغ»

  1. هذا العالم الجميل الراقي التواصل الاجتماعي الذي هو ارفع ما وصل اليه العقل البشري في مجال التقنية المتطورة .. المفروض ان ينمي من خلال ممارسته لهذه العناصر الخدمية الروح بشفافية عالية والتعامل مع الغير بسلوك متحضر لا تشويه الحقائق او نقل ما لا يصح نقله من صور واحاديث وفيديوهات الى اخره الا ما تفرضه الحاجة .. صحيح ان لكل قاعدة شواذ .. لكن لا نتمنى ان تكون ظاهرة التشهير والاساءة الى الاخرين بحجة فرصة لا بد من استغلالها للنيل من الخصم باخلاق متدنية وكانها جاءت من مجهول .. عسى ان لا يطفح الكيل .. ويقع علينا الوصف باننا الزبد الزائد عن الحاجة .. الله المعين على كل حال !!

التعليقات مغلقة.