كشف زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، أن مشكلته في سورية هي مع العرب، صرّح بذلك في خطابه الأخير بوضوح، حين قال إنه سيسحب قواته من سورية إذا توقف العرب من التدخل هناك.
ومعلوم أن هناك قوات إيرانية نظامية من الحرس الثوري، إضافة إلى جنسيات أخرى غير عربية من طرف الممانعة.
وإذا كانت فلسطين حاضرة في وجدان حزب الممانعة كما هي حاضرة في خطاباته، فلماذا لا يتساءل عن أسباب إصرار إيران على التصعيد ضد العرب منذ سنوات؟ فلم يحجب ذلك استغلال الورقة «الفلسطينية» في خطابها الإعلامي، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً، لاكتشفنا أن إيران لم تستجب بتاتاً لكل النوايا الحسنة واليد الممدودة التي أبداها العرب، والمقصود هنا دول الخليج العربية، حتى في الملف النووي الذي لم تزايد عليه دول الخليج، على رغم حساسية وضعها وخطر يحدق بشعوبها جراء قرب مواقع المفاعلات النووية وزلازل تضرب إيران بين حين وآخر إذا سلمنا بكفاءة التقنية وإدارتها في طهران.
أخطأت دول الخليج في عدم استثمار ورقة الملف النووي، لم تهرول مع الغرب، لكن هذا لم يجد صدى ولا أثراً إيجابياً لدى السياسة الإيرانية، ولو تتبعنا هذه السياسة، لوجدنا أنها بنتائجها تصب في مصالح إسرائيل، أقلها في إشغال دول المنطقة وشعوبها بصراعات واستنزاف.
صحيح أن حسن نصرالله أذكى من رئيس وزراء العراق نوري المالكي، لكنهما اجتمعا في عدم تجريم القتل في سورية، يرفض الأول سحب قوات حزبه، واضعاً تدخل «العرب» حصراً نصب عينه، مثلما يستثمر الأخير الطائفية، ويسمح بألوية وقوات شبه نظامية مثل عصائب الحق ولواء أبو الفضل للعمل بحرية في قتل السوريين، لم يمنع ولم يجرم ولن يفعل ذلك، لأن جهاز السيطرة والتحكم هناك في طهران هو المحرك للمناديب، وهي مع سياسة تصدير الثورة أقوى داعم لإسرائيل، يكفي لم تعد تنفع هذه الورقة، لم تعد تنطلي على أحد.