«الشطارة على الضعوف»

«أم فهد» تطبخ وتعرض مأكولات للمارة في أحد أحياء الرياض، تلبس قفازات أيضاً، أجرت صحيفة «سبق» معها حواراً ذكرت فيه أنها استغنت عن المساعدات الاجتماعية «الضئيلة أصلاً»، تمكّنت من إعالة نفسها وأسرتها بالعمل، نشرت «سبق» صوراً لها مع بسطتها وأوانيها، فكان ذلك بمثابة بلاغ للبلدية! إنها البلدية نفسها التي لا ترد على البلاغات! بعد أيام قالت «سبق» إن البلدية قامت باقتلاع «بسطة» أم فهد، حضرت الأخيرة صباحاً لتجد أن الكشك الذي يحميها من الشمس والبرد تم اقتلاعه.
لو لم تكن أم فهد ضعيفة «لـ ادّهرت» الاتصالات والواسطات، ولصدرت «توبيخات»، لو كانت «تعرف أحد» لتغيرت الحال ليتحقق المحال، ربما يصبح لبسطتها شبك وحاجز يمنع المراقبين و«المراقبات» من المرور بجواره، أو حتى التطفل بالنظر إليه، قاتل الله الضعف والفقر، ربما يأتي يوم يعترف فيه بعض مراقبي ومراقبات البلديات بطبيعة العمل وتوجهات الانطلاق! لتحقيق نجاحات «إعلامية» تسطّر في بيانات مكبوسة.
أحياناً يتردد الصحافي في طرح قضايا وتجارب حتى لا يتسبب الطرح بنتائج عكسية! سواء أكان طرح معلومات لن يهتم بها بقدر البحث عن مصدرها، أم صور تجارب كما حصل لأم فهد، والذين قالوا إن ما فعلته البلدية غير حضاري لم يصيبوا، إذ إنه غير إنساني وغير مسؤول. البلديات ومن ورائها الأمانة لا تستطيع إدارة واحتضان التجارب للرفع من شأنها، ليس شأنها هي كجهاز بل شأن الإنسان… الضعيف، لكنها تستمر في الرفع من شأنها على حسابه.
تعودنا من البلديات الشطارة على الضعوف، خصوصاً إذا ما كانوا وحيدين من دون «مظلة» تحميهم أو لسان طويل يذب عنهم. لديّ سؤال صغير محدد: أين ذهب ما استولت عليه البلدية من «أملاك» أم فهد؟ مصدر رزقها الوحيد، بودي معرفة في أي مستودع تم حفظه، هل هو في مستودع السلي «طيب الذكر» أم في موقع آخر؟ أرجو أن نقرأ – هذه المرة – رداً من الأمانة وليس الوزارة !

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «الشطارة على الضعوف»

  1. في مثل حالة ( امفهد ) الكثير .. لا ادري كيف تسمح له نفسه وضميره وانسانيته ان ان ينهي رزق انسانه عظيمة تتحمل زمهرير الشتاء وحرارة القيظ الحارفة وتضحي باجمل ايام حياتها لتكسب الرزق بجهودها الفردية وكرامتها سامية لتعيش مع اسرتها بشرف وبدون ان تتحمل الاساءة من هذا وذاك من فاقدي ابسط معاني الانسانية .. والا ما المانع من توفير الاماكن الصالحة لمثل هؤلاء النساء لكسب معيشتهن قرب الاسواق مع تنظيم المواقع بصورة حضارية وتعطي الهيبة لمن تضع بضاعتها وتعرضها للمتسوقين وبنفس الوقت قد سلمت من عوامل المناخ المتقلب من برد وحر وغبار وامطار .. استاذي الفاضل والله كتبت الكثير في محافظة حفر الباطن عن مثل هذه الحالات ولا من مجيب .. المستغرب في الامر ان كل الامانات والبلديات كانها متفقة على بهذلة هذه النسوة المجاهدات من اجل العيش الشريف

  2. السلام عليكم ورحمة الله
    لن أكتب كثيرا ، ولعل الصور هنا تفي بالغرض ” وسامحني على الروابط”

    يا بلدياتنا : لماذا يحارب المواطن ويترك الوافد ليتصرف كيف شاء !؟
    http://awraq-79.blogspot.com/2014/02/blog-post_3411.html
    و
    أين أسود البلدية الذين يطاردون ابناء الوطن ؟
    http://awraq-79.blogspot.com/2012/05/blog-post_9882.html?spref=tw

    ولك التحية وافية

  3. مهره كتب:

    أنا مع الأستاذ سليمان الذويخ ..وعن تجربة وقفت عليها عندنا في الحي حديقة مفتوحة للكل في إجازة منتصف العام رأيت ولدا سعوديا صغيرا يؤجر نطيطة للأطفال وبقدرة البلدية أختفى الولد مع نطيطته ليحل مكان الولد إمرأة فلسطينية معها أ أربعة أولاد وعدد 2 نطيطة وبسطة فيها حلويات وبطاطس ومشروبات غازيه وكيك ..ووزعت أولادها الأربعة على الشغل وبعد ذلك وفي نهاية الأسبوع رأيت دبابات تؤجر …بلغت البلدية عن المرأة وأولادها ولا زال الحال كما هو ..يعني البلدية ما سوت شيئ للوافدة بعكس الصغير السعودي الذي قلعوه هو ونطيطته ويمكن يكون يتيم وأمه أرمله ويعول ويعتاش من هذه النطيطه…يعني إن لم يكن خير بلدنا لأولادنا ولنا …لمن سيكون !!؟ للوافدين من الهنود والباكستانيه والفلسطينين والمصرين …إلخ …والله العظيم ماأشوف أحد يغرف من خير بلدنا إلا المقيمين وحسبي الله وكفى …

    • المشكلة ان هؤلاء يتحججون بمفردة مقيته هي : ” العنصرية ”
      ونحن نتجاوب معهم سريعا خوفا من وصفنا بالعنصرية
      والضحية الوطن والمواطن وابناؤنا !!
      طيب
      ماذا سيكون الحال لو كان العكس ،، ؟!
      ماذا لو حاول مجرد محاولة سعودي ان يمارس في بلدانهم معشار ممارساتهم عندنا !!؟
      يكفي ان نعلم ما يواجهه المستثمرون السعوديون في بلدانهم ، وهو استثمار لتشغيل ابناءهم ونقل الأموال لهم !
      وحسبناالله ونعم الوكيل

التعليقات مغلقة.