هذه المرة الأولى بحسب ما أتذكر التي يعقد فيها محافظ لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) مؤتمراً صحافياً، المحافظ فهد المبارك عقد مؤتمراً صحافياً، هذه في حد ذاتها خطوة جيدة، مؤسسة النقد في الماضي كانت لا تظهر إلا عندما تريد وبالطريقة التي تريد بيانات وأخبار نادرة، حتى في عز أزمة انهيار سوق الأسهم وهي المعنية بها اختبأت مثلما تبخرت أموال المتداولين.
وقد كتبت هنا مقالة أول ما تولى الدكتور فهد المبارك محافظة المؤسسة عن حضور المؤسسة الغائب، وأتبعتها بمقالات أخرى عن الفوائد التراكمية، خصوصاً بعد نفي المتحدث باسم المصارف السعودية ما تردد عن التراجع عنها، وقوله الشهير إنها من مصلحة العملاء! سألت في تلك المقالة هل تم دمج مؤسسة النقد بالمصارف؟ الفوائد المتراكمة أسهمت في تخريج الآلاف من المدينين من دون وجه حق، وكانت هذه القضية أثيرة لديّ للظلم الفاضح فيها، لذلك أكتب عنها منذ أعوام.
جاء الرد في مؤتمر صحافي لمحافظ «ساما» حين قال: «إن المؤسسة ستكشف خلال ستة أشهر عن ضوابط ومعايير جديدة، لا سيما معدلات الفائدة على القروض، تتضمن عدم فرض فوائد تراكمية على القروض، وأن تكون الفوائد تناقصية»، مشيراً خلال مؤتمر صحافي صباح أمس إلى أن «الضوابط الجديدة تشمل تحصيل الفوائد على المتبقي من قيمة القرض، وليس كامل قيمة القرض كما هو معمول به حالياً، وأضاف أن المؤسسة تستهدف رفع مستوى الشفافية بين المصارف والعملاء ومستوى الرقابة». انتهى.
ننتظر التطبيق، وهي فرصة للإشارة إلى أهمية الحضور الإعلامي من خلال مؤتمرات صحافية للمسؤولين بشكل دوري يفتح فيها الباب لطرح الأسئلة، إذا لم يتم مثل هذا في وقت مثل هذا فمتى سيتم!؟ وإذا لم يتم فالرأي العام سيكون نهباً للإشاعات، أو مجالاً خصباً لأصحاب المصالح الخاصة لنفي ما لا يريدون وتأكيد ما يرغبون.
الطريق طويل أمام مؤسسة النقد لتحسين صورتها لدى الرأي العام لكنه يبدأ بخطوة، وخطوة مثل إيقاف استغلال المصارف للمقترضين بالفوائد المتراكمة خطوة معتبرة، متأخرة جداً صحيح، لكن هذا لا يقلل من أهميتها، هي ستسهم في استعادة ولو جزء من الثقة في الأجهزة الحكومية، الثقة بأنها تعمل للمصلحة العامة لا لقطاعات متنفذة، شكراً للدكتور فهد المبارك بقرار مثل هذا من الواضح أنه يسعى للتغيير إلى الأفضل .