أحاول البحث عن نوافذ في الجدار المصمت، منافذ لطريق مغلق تسير عليه قافلة العرب لا أرى لها في الأفق إلا ارتطاماً بجدار صلب، حالة الانسداد هذه لن تؤدي إلا إلى مزيد من التفتيت والخسائر لكل الأطراف، والذئاب من حولنا جائعة.
لقد كنت أرى «ومضة» ربيع في المشهد العربي، كانت لحظة الربيع خاطفة مثل وهج نور اختفى، تلك هي لحظة رفع الظلم والاستبداد بما يقدمه كشف ذاك الغطاء الثقيل من آمال وأحلام، لكن المسألة لا تأتي بالتمنيات، والأحلام قد تتحول إلى كوابيس بل هي تحولت بالفعل، فإضافة إلى قوى داخلية خسرت تستميت لاسترجاع المواقع، هناك قوى خارجية انتهازية كانت تنتظر لتتدخل في الوقت المناسب بما يتطابق مع مصالحها.
ومن دون «كثر كلام»، وللحد من الخسائر العربية للدول والشعوب ألتقط إشارات من كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة الكويت حين قال: «ونحن نؤكد على علاقة الأخوة التي تجمعنا بمصر الشقيقة الكبرى، التي نتمنى لها الأمن والاستقرار السياسي وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها الذي ضرب أمثلةً مشهودةً في التعبير عن تطلعاته. ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار السياسي المجتمعي الشامل».
وإضافته الأخرى: «ونحن نبارك للإخوة في تونس إنجازهم الدستوري الكبير، ونحييهم على بحثهم عن التسويات ونبذهم للفرقة». انتهى الاقتباس.
والشاهد هنا «البحث عن تسويات ونبذ الفرقة» كنهج سياسي في العلاقات الخليجية والعربية.
أعتقد أن بإمكان الدوحة بقيادة الشيخ تميم بن حمد تحقيق انفراج في المشهد الخليجي والعربي، يمكن لقطر أن تقوم بمبادرة للبحث عن «تسويات ونبذ الفرقة»، وبدلاً من أن تكون جزءاً من المشكلة تكون جزءاً من الحل، قطر التي شكرها بيان قمة الكويت على وساطتها في خلاف بين إريتريا وجيبوتي هناك في القرن الأفريقي، يمكنها أن تحقق الفرق خليجياً وعربياً لو توافرت الإرادة، فهل يتصدى الشيخ تميم لذلك ويضع الخطوط العريضة في كلمته محل التنفيذ؟