أصبحت الرياض المدينة عبارة عن مدن متشابكة، وصار الازدحام واحداً من سماتها، ليس في أوقات الذروة المرورية فقط بل في غالب الأوقات، وهي تحتضن قرابة الخمسة ملايين وربما أكثر قليلاً، وفوق هذا هي مرشحة لامتداد أكبر وسكان أكثر، وفي كل يوم تقام في الرياض العديد من الفعاليات المختلفة الرسمية وغير الرسمية في مواقع عدة وربما في الوقت نفسه، ويفد إليها في الأيام العادية الكثير من الزائرين الجدد، ولتعم الفائدة فإن الرياض المدينة المترامية الأطراف بحاجة ماسة إلى رابط إعلامي يجمعها، ولا بد من أن يكون هذا الرابط في متناول الجميع وفي كل الأوقات، وتتلخص الفكرة في إنشاء إذاعة “أف.أم” نسميها “أف.أم الرياض”، ويمكن إذا ما نجحت التجربة، أن نعممها على بقية المدن التي تعيش الأوضاع نفسها.
لماذا نحتاج إلى إذاعة من هذا النوع في الرياض؟
ستسهم إذاعة من هذا النوع، وإذا ما تمت إدارتها بالصورة المناسبة وبعيداً عن الصبغة التجارية الصرفة، في فك الاختناقات المرورية ومساعدة جهاز المرور على إدارة دفة حركة السير، وستحقق مثل هذه الإذاعة أهداف الفعاليات المنظمة في مدينة الرياض بالتذكير بها وبمواقعها وأوقات إقامتها، وستكون بنك معلومات متنقلاً عن المدينة، تساعد رجال الأمن والدفاع المدني والمواطنين، فهي كما أتصورها ليست محكومة ببرنامج نمطي محدد رتيب، كما هي الإذاعات الأخرى، كما أنها ليست أسيرة للإعلان التجاري يتصرف بها ويوجهها.
لم تعد وسائل الإعلام الأخرى والمتاحة التي تغطي الرياض المدينة بالقدرة نفسها للإحاطة بما يحدث في داخلها، كما أنها ليست بالمرونة اللازمة للتأثير والتوجيه، إضافة إلى أن وسائل الإعلام تلك ليست في متناول اليد وبالسهولة المطلوبة، وإذا علمنا أننا مقبلون على الترويج أكثر لفتح أبواب السياحة بدءاً بالداخلية منها، نعلم الحاجة الماسة لإذاعة من هذا النوع، بعيداً عن زخم الأغاني الهابطة، وبعيداً عن تسيُّد الإعلان التجاري على المعلومة والإرشاد والخدمة العامة.
هذه الفكرة البسيطة التي أتوقع أن تكون مفيدة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي أضعها بين يدي أمير الرياض المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي يسعى بكل طاقته لتطوير الرياض المنطقة والمدينة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط