«العاجزة» العربية

اعترف أمين جامعة الدول العربية نبيل العربي بأن الجامعة «عاجزة»، في اجتماعها الأخير، إذ قال: «الجامعة العربية أصبحت عاجزة عن مواجهة تهديدات تتعرض لها أية دولة عربية».

ولا حاجة للتأكيد على عجز الجامعة، وإعادة طرحه سوى أن اعترافاً رسمياً صدر عن أمينها العام، هو بمثابة إصدار شهادة وفاة.

الأمين أضاف قائلاً: «إن العالم العربي يواجه تحديات تتعلق بالوجود العربي ذاته، بعد ظهور جماعات التطرف».

وكأن التحديات لم تكن موجودة قبل ظهور هذه الجماعات!

كان من واجب الأمانة على الأمين أن يناقش أسباب ظهور هذه الجماعات ودور «النظام العربي» في تشكّلها وقدرتها على استقطاب المجندين.

اعتراف الأمين بالعجز جاء متأخراً. الجامعة في الواقع تحولت إلى عبء لكونها «كياناً» موجوداً يُتوقع منه فعلٌ لا يُرى ولا يُلمس.

لكن هذا العجز المعلن لم يمنع الجامعة من إعلان التجاوب مع الحشد الأميركي! و بحسب «النص» الأميركي! وكنت أتوقع مع حال الفوضى والتشرذم التي يعيشها العالم العربي أن يكون هناك طرح بمستوى الخطر، ولو على شكل «وصية»!

إن من دلائل العجز التام حصر جامعة الدول العربية خطورة الجماعات الإرهابية بتنظيم داعش فقط لا غير، متغافلة عن ميليشيات طائفية وسياسية في أكثر من بلد عربي هي في الحقيقة أبرز تحديات وجوده العربي والإنساني!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.