التربية والتعليم على الاتكالية

عند الحديث عن التعليم تتركز الآراء والنقاشات على المناهج، سلباً في الغالب، ويتحول الأمر إلى شد وجذب ليدخل في نفق الجدل!. وهذه الجزئية أشبعت طرحاً، لكن من النادر طرح هدف التعليم، هل هو الحصول على شهادة لنيل وظيفة أم تخريج فرد منتج ليصبح عنصراً إيجابياً في مجتمعه؟ المناهج من الأدوات لتحقيق هذا الهدف، لكنها ليست الأداة الوحيدة، البيئة التعليمية أهم في نظري، ما يتلقاه الطالب أو الطالبة، ويستقر في عقله وقلبه من هذه البيئة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، هذه التربية أكثر تجذراً ورسوخاً في نفسه مما بين دفتي كتب المناهج.

لقد شجعت إدارة التعليم لدينا على الاتكالية، وأعادت تشكيل الطالب والطالبة من منتج محتمل إلى مستهلك مؤكد، يعتمد في كل شيء على المال، وكلما كان المال متوفراً يصبح الطالب أو الطالبة مبدعين أكثر ومتفوقين أكثر.

لنأخذ نموذجاً على ذلك، بدأ نشاط أو «بزنس» ما يسمى بـ«خدمات الطالب» أول ما بدأ لتصوير مذكرات طلبة الجامعات، وكان العدد محدوداً جداً، وسبب الحاجة توجيهات أساتذة جامعة لنسخ وشراء مذكرات قاموا في الغالب بتأليفها أو جمعها. ثم انتشرت هذه الظاهرة حتى أصبح طالب وطالبة الابتدائية يحتاج لخدمات الطالب هذه، فصارت من الأنشطة التجارية المعتبرة، تطور الأمر من النسخ والطباعة إلى إنتاج العمل من الألف إلى الياء، من إعداد البحوث إلى كتابة الملخصات والملصقات وغيرها كثير من المنتجات!، تحول الطالب والطالبة والمعلم والمعلمة إلى مناديب بريد بين المدرسة وخدمات الطالب.

ربما كانت هذه أول خطوات خصخصة التعليم بالمقلوب على طريقتنا في الخصخصة، وإذا أردنا أن نغير من واقع هذه الاتكالية يجب إعادة قيمة الإنتاج إلى الفصول الدراسية، فلا تتحول الإدارة المدرسية إلى ماكينة تفريخ مستهلكين لا منتجين، الإنتاج الحقيقي وليس المتستر، أعتقد أن لهذا أولوية على ما سواه لإصلاح التعليم و التربية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على التربية والتعليم على الاتكالية

  1. ابوعبدالاله كتب:

    جزاك الله خير
    اصبت كبد الحقيقة
    كم انت رائع ياستاذ عبدالعزيز

التعليقات مغلقة.