حفظ النعمة في الحج

تزداد الأعمال التطوعية في موسم الحج، ومن أكثرها انتشاراً تقديم وجبات مجانية لضيوف الرحمن، يقوم على هذه الأعمال جمعيات وأفراد يستهدفون فعل الخير، وفيها أيضاً «نشاط» تجاري، تسوّق جهات تجارية لهذه الأعمال بالتخفيضات أو التغليف والتوصيل وغيرها من وسائل الجذب، لا شك في أن هذا من أفعال الخير، لكنه في واقع مشاهدات تحدث كل موسم يزيد عن حده لينقلب إلى ضده، فنكتشف أن الكثير من هذه الوجبات ترمى في الطرقات، وربما في النفايات، وهي صالحة للاستهلاك داخل عبواتها الأصلية! و في هذا امتهان وضياع للنعمة، وأتوقع أن «التوزيع» مسؤول عن ذلك، بمعنى أن الاتفاق يكون لتوزيع كذا وجبة، ليقوم الموزع – جهة كانت أم فرداً – بنثر هذه الوجبات على من يصادفه من الحجاج حتى ولو لم يكن في حاجة إلى الأكل تلك اللحظة، أيضاً الحاج وهو مشغول بحجه لا يستطيع حمل أغراض معه، بل إن الجهات الأمنية التي تعمل على إدارة الحشود وتنظيم الحركة تمنع حمل أغراض عند أداء المناسك لخطورتها على الجموع المزدحمة.

ما الحل إذاً؟

كيف نجمع بين تشجيع فعل الخير وخدمة الحجاج من دون الوقوع في مثل هذه الظواهر السلبية؟ الحل بمنع التوزيع العشوائي، وتوفير الوجبات المجانية، بما فيها مياه الشرب، في مواقع ثابتة، ولو توفرت أماكن بسيطة للجلوس وحاوية نفايات بجوار هذه المواقع لكان أكثر فعالية، فالجائع سيجلس ليتناول الطعام ويضع المخلفات في مكانها المناسب، وحينما يرى الحاج ما يفعله حاج آخر سيقلده. ومن الملاحظ أن أعمال الخير إذا نشطت فيها التجارة واقتصرت على دفع المال وترك التوصيل والتوزيع لعمالة التاجر يضيع أكثرها، ليقدم صورة سلبية عن فعل الخير، ويبرز هذا في شهر رمضان وفي موسم الحج أكثر من غيره.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على حفظ النعمة في الحج

  1. سعد القرني كتب:

    أشكر الكاتب على هذا المقال… وهذه الحاله في المناسبات الدينية دائماً تثير علامة استفهام لدي عن الفعل وهل يلبي المقصد السامي في التكافل بالصدقه. والفعل يُراد به الخير انشالله ولكن ما أراه كظاهرة اصبح يؤول كثيرٌ منه الى كفر بالنعمه والعياذ بالله …. والله لقد رأيت عمالاً يقذفون بقناني الماء شبه الممتلئه في الشارع بعد الفطور في المساجد في رمضان ناهيك عن التخلص من اطنان الأكل في صناديق القمامة ، بينما اخوانٌ لنا في الاسلام والإنسانيه يموتون عطشاً وجوعاً في افريقيا بالذات وأنحاء العالم الفقيرة والمزدهرة، بما في ذالك بلدنا الغالي ( فقط حاول التعرف على المتعففين في مدينتك وسترى العجب). لقد ذكر الكاتب نقطة غاية في الاهميه، وهي هل دفع المال فقط وترك التوزيع لعمال التاجر تؤدي الى تبذير وعدم اكرام للنعمة الغالية ….. نعم في اغلب الاحيان على مارأيت في محيطي الجغرافي وأعتقد انّ ذالك ينقض المقصد الشرعي. سأبدأ بنفسي وأعاهدها أن إذا اردت ان اقدم طعاماً او ماءً لأحدٍ ما ..أن أبذل قصارى جهدي لإيصاله للمستحق فعلاً وعدم التخلُّص من عناء التوزيع أو بإسناده الى جهة اثق بها تمام الثقة، وإلا فلا.. ارجو من الله ان يجزي الكاتب خيراً وأتمنى ممن يقرأ المقال ان يصلح مايستطيع في محيطه الصغير حتى وإن كان محيطه هو نفسه فقط، لئلا يكون المقال قرائه ثم عتاب عام ثم نسيان.

  2. فعل الخير واجب لكل مقتدر على فعله
    والحمد له ان الشعب السعودي في نفوسهم القدحة من نور الايمان
    وفاعلين الخير الذين انعم الله عليهم بالرزق الوفير
    يبادرون في المناسبات الدينية بفعل الخير وبدون تقصير
    لا شك ان هذه الاعمال تعطي الوجه المشرق لما يبذل من جهود رائعة سواء من المسؤولين
    او الميسورين لخدمة زوار الرحمن
    فمثل ما تفضلت به اخي عبدالعزيز
    لا بد من تقنين صرف الوجبات لمن يحتاجها وهم كثر
    لكن الفوضى الحاصلة وبقايا الانعام مبعثرة والزائدة عن حاجتها
    تعكس نظرة الحجيج الى ما يشاهد من تبذير الذي نهى عنه ديننا الحنيف
    انشاءالله في العام القادم ينظر الى هذه الحالة ومعالجتها بالصورة المناسبة وقدسية الزمان والمكان
    التي تحصل بهما

  3. حصة الوابل كتب:

    من مشاهدات الحج هذا العام من ابنائي ان الانعام مرمية على الطرق وحفظا للنعمة وخوفا من العقوبة وذهاب هذه النعم لابد من الية للتعاون بين المؤسسات والحملات الخيرية لطرق التوزيع بحيث لا يُعطى الا المحتاجين اما التوزيع العشوائي فهو سبب للزيادة النعم ورميها كمخلفات في حين تجد بعض الحجاج باماكن اخرى لا تجد ما تأكله ولكم تحياتي

التعليقات مغلقة.