«شفني»

الرابط المشترك بين كثير من الممارسات التي برزت مع ظهور وسائل التواصل في المجتمع يمكن وضعها تحت عنوان «شفني»، يتكاثر الناس الذين يريدون من الآخرين أن يروهم بأي شكل من الأشكال ظهوراً في صور لافتة أو في تعليقات صادمة تتحول مع جوع الصحف إلى تصريحات، هل تريد أن تتصدر عناوين الصحف؟ إنه لأمر سهل! مع هذا الواقع أعتقد أنه يمكن إنتاج تطبيق رقمي بنفس الاسم «شفني»، يتوقع له النجاح، هو لا يختلف كثيراً عن «سيلفي» سوى في بعض الإضافات، ومنها التعريب والسعودة، والمسألة لا تنحصر في الصورة والمقطع، بل في الكلمات والمحادثات تحت مسميات فضفاضة «الذب والطقطقة والتحريض».

العيارة والتعيير كانت وما زالت واحدة من وسائل «الترفيه» البليدة في المجتمع، في وقت مضى كان يمكن تفهم هذا «لا قبولاً به» مع انحصار البث في قناة أو قناتين وصحف محدودة العدد، لكن مع تعدد وسائل «الترفيه» و«تفجير» الطاقات المتناثرة حتى في الشوارع، يفترض أن تتجاوزه مسيرة التطور الاجتماعي، بافتراض وصول لمرحلة من النضج، لكننا في الحقيقة لا نتطور اجتماعياً، ما يحصل هو العكس، لذلك نرى تزايد استهداف بعضنا لبعض، تختلف الأسباب والألوان لا غير، ويزيد الأمر سوءاً أن هذه السلوكيات يتم توظيفها فئوياً من الرياضي إلى السياسي، من تيار ضد تيار، يتم هذا بهمة ونشاط، حتى لو أدى هذا «التوظيف» لاستخدامه من الخارج لضرب وشق صف المجتمع أو استلاب فئة منه، وهو ما يحدث يومياً، أما تأثيره السلبي، فهو ينمو تدريجياً ليتحول إلى اسوار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.