نوايا «نزاهة» الطيبة

حملت رسالة رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) إلى الوزراء الجدد نوايا ونصائح طيبة تكشف جانباً من شخصية رئيسها محمد الشريف مع رؤية الهيئة، ولا أعتقد بأن الإشارة إلى نشاط وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة بتلك الصورة مفيدة، لا له ولا للوزراء وكذلك لـ «نزاهة»، لم نتعود أن تمتدح جهة رسمية – خاصة بواجبات مثل «نزاهة» – عمل جهاز آخر بتلك الصورة، إنما ليس عدم التعود هو القضية بل ما يتوقع أن تفرزه من سلبيات محتملة! كما أن الإشارة إلى وزير التجارة تتعارض مع النصيحة الثامنة في قائمة نصائح «نزاهة».

من ظواهرنا غير الطيبة كثرة المديح وإغداقه من دون حساب، الأفضل لـ «نزاهة» أن تستفيد عملياً وبعيداً عن الإعلام من تجربة وزارة التجارة لاستيعاب آليات تحوّل تمت وقلبت الصورة عن وزارة ثم تستخدمها كوصفات علاج، خصوصاً أنها لم تستطع الخروج من دائرة الوعظ والتمنيات، نعم صحيح أنه لم يكن ينتظر من التجارة الوزارة شيء لتراكم عهود من الغبار عليها، ومن هنا تأتي أهمية الاستفادة، كما أن وزارة التجارة ووزيرها بحاجة لمد يد العون من «نزاهة»، لا بد أن لعمل الوزارة ولفريقها جبهة مضادة تعمل بصمت وهدوء مع نفس طويل، لكل وضع مهما بلغ من السوء حراس ومستفيدون، وهنا يأتي دور «نزاهة» في حماية التجربة وتعميمها.

النصائح العشر من «نزاهة» للوزراء الجدد، لا يتوقع أن مسؤولاً وصل إلى منصب وزارة لا يعي مثلها، والقصة ليس في أن المسؤول لا يعلم عن هذه وتلك بل هل يريد ويستطيع تغيير هذه وتلك؟ ربما لو قدمت «نزاهة» أكثر أساليب الفساد استخداماً في الجهاز الحكومي للوزراء الجدد، وبؤرها في تلك الوزارات، لكانت النصيحة أثمن. في الظل وبقصد أو من دون قصد حملت رسالة «نزاهة» رأيها في عمل وزارات أخرى لم يشملها التغيير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على نوايا «نزاهة» الطيبة

  1. حديث رئيس نزاهة ليس في محله أبدا
    وقد يثير النفوس على من يمتدح بهذا الشكل
    جربت هذا في عملي
    فإمتداح المدير لعمل الموظف يثير نفوس زملاءه
    هذا وهو المدير
    وهنا ليس رئيس الوزراء هو ن امتدح
    بل جهة اخرى اقل من مستوى الوزارة
    فما السبب يا ترى ؟!
    هل هو من باب ها أنذا ؟!
    لا أدري ولن أخوض

    تحية لك

التعليقات مغلقة.