بيروت العربية .. سابقاً

حين ظهر مسؤول إيراني متفاخراً بأن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية لم يصدر صوت لبناني واحد من بيروت يرفض أو يحتج على هذا «الاستعمار»، على رغم تكرار التفاخر به لأكثر من مسؤول إيراني. لم يبقَ من السيادة للدولة اللبنانية إلا الاسم.. الشكل، أما الفعل تحكماً وسيطرة فهو لحزب تابع لإيران، قنع الساسة اللبنانيون بهذا خوفاً من المدفع والرشاش، خضعوا لجرهم إلى حروب حطمت مدنهم واكتفى بعضهم بالكلام، في حين وجد بعض آخر فرصة للاستفادة.

رمز الدولة اللبنانية «العميقة» الآن هو خامنئي، هذه حقيقة واقعة تجدها صراحة في مناسبات حزب نصرالله إما لدفن عناصره المقتولين في سورية أو للتحريض على السوريين والعرب. وقرار الدولة اللبنانية خاضع لسلطة ولاية الفقيه مع أول رسالة تصل إلى الضاحية الجنوبية من السفارة الإيرانية.

مهمة استرجاع لبنان العربي هي مهمة اللبنانيين أولاً، وإذا كانت هناك من خسارة عربية باستمرار اختطافه فإن الخسارة الأكبر المتحققة هي للبنانيين بكل طوائفهم، «العروبة» التي جمعتهم اختطفت من فارسي يتحدث العربية، أما دول الخليج وللحفاظ على مصالحها فهي مطالبة بتطابق أولويات سياساتها خصوصاً عند التعامل مع دولة تحولت إلى رهينة.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.