حضور الإغاثة والمساعدات

الكلمات لا تساعد في وصف حال بؤس الإنسان العربي، يدخل شهر رمضان الكريم هذا العام وأحوال الشعوب العربية أسوأ من العام الذي قبله، ومع تعدد الصراعات وتنوعها وسطوة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العربي لا يُرى في الأفق ضوء نهاية لمأساة إنسان علاقته الوحيدة بالسياسة أنه ضحية لها.

عشرات الآلاف من المهجرين والنازحين في أكثر من بلد عربي، ولا أثر واضحاً لعمل إغاثي عربي ملموس، ولا أثر لعمل إغاثي إسلامي يتصدى لمستوى التحدي، لا جامعة دول عربية ولا منظمة تعاون إسلامي ولا رابطة، الحضور الإغاثي أضعف من الضعيف.

ولا يُعرف سبب لذلك إلا عدم تشييد مؤسسات تعنى بالإنسان في مقابل تكالب على فاعليات الأضواء، لا مؤسسات إغاثية محترفة، وتم الاعتماد على هيئات دولية تمتص نسبة مهمة من أي مساعدات على أنها مصاريف إدارية، وتدير الإغاثة وفق سياساتها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، في كردستان العراق عراقيون وعراقيات من المهجرين والنازحين، وهم مؤهلون في الطب وغيره من التخصصات المهمة، ويعملون في أعمال بسيطة لطلب الرزق بعد هجمات «داعش» والميليشيات الطائفية على مدنهم ومحافظاتهم وتهجيرهم، يمكن الجهات الإغاثية استثمارهم بتوظيفهم للعمل الإغاثي، ولا أشك في أن في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا في وضع مماثل. لكن أين جهات الإغاثة؟

وإذا ما استثنينا المؤتمرات والبيانات، ليس للمنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية حضور إغاثي وسط المحتاجين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.