المناصحة المبكرة

شاهدت مقطعاً من برنامج في قناة «الرسالة» يستضيف الشيخ عبدالعزيز الفوزان، اتصل بالبرنامج شاب صغير السن ليخبر عن ملاحظته وجود زملاء له في المدرسة يعتقد أنهم يحملون أفكاراً داعشية، ارتبك المذيع وانشغل مع الشيخ في دفع التعميم الذي أطلقه الشاب في مداخلته، وتم ترك أساس القضية التي دفعت الشاب للاتصال وطلب المشورة والنصح، ولا شك في أن أي شاب سيرى مثل هذا المقطع وكان لديه توجه أن يصرح برأيه في ما يسمع من حوله سيعيد النظر في رفع صوته والمبادرة! لأن أسلوب استقبال الاتصال الرفضي، وتحول النقاش عن محوره الأصلي، ثم إنهاء المكالمة أعطى انطباعاً خاطئاً يشي بعدم فتح مثل هذه القضايا، على رغم محاولات الشيخ التلطف مع الشاب.

لا شك في أن للتجربة في العمل الإعلامي المباشر دوراً في التعامل الإيجابي والأمثل لمثل هذه الاتصالات خصوصاً والشباب مستهدف، وكان الأولى أن تؤخذ ملاحظات الشاب على محمل الجد ويقدم له الشكر، ثم يتفق معه وإدارة المدرسة على زيارات للدعاة يجتمعون فيها بهدوء مع الطلاب والمعلمين ويردون فيها على أفكار منحرفة قد تكون عششت في رؤوس البعض منهم، الجميع يعلم أن التعميم خطأ وغير معقول، لكن هذا لا يعني عدم الالتفات والاهتمام الجاد لأي أفكار قد تتطور مع ضخ يومي لأخبار ودعايات وخلط للمفاهيم والمصطلحات تتشبع بها وسائل إعلام مختلفة لا يستطيع أحد إيقافها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.