ذكاء طالبان

قررت حكومة طالبان في أفغانستان فضح حالةالنفاق التي يعيشهاالعالم، وتعريته أمام نفسه··· علنا، وبجهود ذاتية  و بشكل سري للغاية أقامت طالبان تمثالان من الصلصال شبيهان بتمثالي بوذا في مدينة باميان الافغانية، ثم اعلنت انها ستدمرهما، ومن خلال خطة إعلامية ذكية صارت طالبان تزود وكالات الأنباء والقنوات الفضائية بصور متتابعة لعملية التدمير لزيادة الضغط على الرأي العام العالمي الذي يشك كثيرا في وجودة، سرقت طالبان الأضواء بهذه الفكرة الذكية من كل احداث العالم الساخنة وأصبحت الدولة المحاصرة محل أهتمام العالم أجمع· وهرع الكل للوساطة والتنديد والمناشدة، ودفعت حركة طالبان تلك ،الدول العظمي والصغري لترك أمورها ومحاولة التدخل للحفاظ علي جزء من التراث الانساني العالمي الذي أصبح بقدرة قادر من الأمور التي لايجوز السكوت عن المساس بها، حتي مجلس الأمن الموقر بقوته العاتيه إستنكر ،من دون فيتو واحد يعلق القرار ويجعله لايساوي قيمة الورقة التي كتب عليها، ومائة دولة في جمعيه الأمم ناشدت ونددت، لم يتخلف أحد· والحبيبةاللبيبة اليونسكو التي سمعنا لها صوتا هذه المرة، دخلت على الخط حفاظا علي التراث الانساني، حتى منظمةالمؤتمرالاسلامي التي لاتتحرك بسرعة في العادة إذا تحركت··· أضطرت للتحرك·
بعد أيام ستقوم حكومة طالبان بدعوة جميع وسائل الأعلام العالمية وبحضور الوسطاء ومندوبين عن الدول المنزعجة على التراث الأنساني العالمي، لتعري أمامهم ،على الهواء مباشرة، حالة النفاق التي يعيشونها ولتقول قبل أن تزيح الستارة عن التمثالان الحقيقيان وهماسليمان معافيان غير جوعانان من دون تدخل من كوفي عنان، أن للعالم اذا اراد إرادة واحدة ، ومحرك واحد إذا رغب تحرك العالم كله وراءة من دون تفكير وسوف تتسائل طالبان وقتها  أين هذه الأرادة القوية والحاسمة من رفع الظلم عن المظلومين من البشر قبل الجمادات، وأينها من الحفاظ عن تراث أخرين تم التغاضي والسكوت عن تدميره وإزالته والسطو عليه، وبعد أن يسترد العالم، ومحركه من ورائه أنفاسه، ويطمئن على سلامة التماثيل الضخمة في باميان سوف يصاب بالخجل الشديد ،كيف وقع ضحية للعبة أعلامية من حكومة  وصفها بالبربرية، وستضحك، وقتها،طالبان لوحدها، وسيصور قادتها أمام التماثيل وهم ساخرين مبتسمين، ومن المتوقع
أن تتوقف وكالات الأنباء عن بث أخبارها ومعها كل القنوات الفضائية مؤقتا خجلا من غفلتها إلى أن يخف ضحك طالبان عليها، بقي القول أن هذا حلم زارني مع بداية فصل الصيف·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.