رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية وصاحبها الوحيد أحمد الجارالله كتب مقالة عريضة طويلة يكشف عن تركيبة حبر قلمه. المقالة كانت بعنوان «أطفئ جمرة الشائعات بماء اليقين يا خادم الحرمين». وأفضل رد على هذه المقالة وما جاء فيها، عنوان مقالة له هو أيضاً، نشرها قبل أيام في الصحيفة نفسها عن الشأن الكويتي، كان العنوان «هذه الكويت وليخسأ المتخرصون»، فقط علينا أن نحذف كلمة الكويت من الجملة ونضع السعودية.
***
جمعية بنيان الخيرية قامت بمبادرة جميلة تتلخص في دعوة من لديه أدوية زائدة عن الحاجة لتسليمها إلى الجمعية، ونحن بحاجة ماسة إلى الترشيد ليس استخدام الأدوية فقط، بل طريقة وكميات صرفها من الصيدليات الحكومية والتجارية، ولست أعلم كيف ستتعامل الجمعية مع تلك الأدوية خصوصاً إذا كان سيعاد استهلاكها مع مشكلة عدم معرفة طريقة التخزين التي تعرضت لها، وهل لها أثر في جودة هذه الأدوية، إلا أن هذا لا يقلل من قيمة المبادرة، ومن أدنى الإيجابيات إبعاد هذه الأدوية عن متناول الأطفال وسوء الاستخدام.
وزارة الصحة معنية بهذا الفاقد الكبير من الأدوية، أعتقد أننا البلد الوحيد في العالم الذي تصرف فيه الأدوية بالكراتين من دون نظر إلى مقدار الحاجة منها، يكتب الطبيب الوصفة ليصرف الصيدلي كرتوناً فيه 24 حبة والمريض لا يحتاج إلا إلى نصفها فقط ومثل هذا كثير. والمصنع والمورد لا يهمهما سوى بيع المزيد، والخسارة المتحققة هنا هي على الاقتصاد الوطني والمواطن إضافة إلى عدم تقدير قيمة الدواء. والحل أن تجبر وزارة الصحة الموردين والمصانع على توفير عبوات أقل عدداً في الحبوب، وكميات أقل في الشراب، أو تلزم الصيادلة بالبيع بالحبة، خصوصاً والطبيب يدوّن في الوصفة عدد أيام استخدام الدواء.
***
التذاكي من أبشع الصفات في البشر، يُقبل من الأطفال لأن البراءة الحاضرة في سن الطفولة لا تدرك الأثر السلبي ومع أمل متوقد بالصلاح، أما إذا جاء ممن بلغ سن «التكليف» فهو دليل على رداءة لا يرجى صلاحها.