قنوات الظل

مثلما أن لكل شيء ظل، هناك قنوات فضائية في الظل.

كان الإعلام التقليدي هو من يسلط الضوء فأصبح بعضه بسبب العجز يبحث عن الضوء، والوصف بـ«قنوات الظل» من تجليات الصديق عبدالرحمن العتيبي.

وقنوات الظل هي قنواتنا التلفزيونية، ولم يكن لها أن تقبع في الظل إلا لأسباب مهنية وإدارية، وهي لم تعد وحدها في الظل، أتوقع أن تلحق بها صحف ورقية، وليس للورق علاقة بهذا المآل والنتيجة، بل علاقته السببية بالإدارة، ولا يعني هذا الرأي أن تلك الصحف ستتوقف، بل ستسمر ولكن من دون أي تأثير يذكر، ما قيمة الإعلام إذا لم يكن قادراً على الجذب والتأثير؟ إنه يقدم شكلاً مثل مجسم «جمالي» يعطي انطباعاً خاطئاً بسد فراغ احتلته «مجسمات» أخرى.

أما الصحف الإلكترونية فهي في الغالب منذ نشأتها بحال لا يسر، نتيجة فوضى النشأة وطبيعتها وعدم توافر كوادر مهنية، الأكثر انتشاراً منها هو ناقل أكثر من صانع للأخبار، صناعة الأخبار في هذا الصنف من الإعلام تعتريها الكثير من الأخطاء المهنية و«التوظيف» لأخبار أو تقارير، مع اختلاط الإعلام بالإعلان بشكل يبعث على الأسف.

واقع الظل هذا حقيقة حتى لو لم يرغب البعض في الاعتراف بها، في حين تتطور وتتوالد القنوات والوسائل الإعلامية الأخرى من حولنا وأغلبها موجه لأهداف سياسية وفي نسبة أقل تجارية.

غلب المزاج على وسائل الإعلام المحلية لعقود من مزاج رئيس التحرير إلى مزاج المدير الإداري أو الإدارة، والأمر ينطبق على القنوات الرسمية التي خضعت لأنظمة بيروقراطية فأنتجت موظفين، والقصة ليست بالرقابة فقط كما يتعذر البعض، بل بحسن الانتقاء للعناصر والتدريب، وإعلاء شأن المهنية، المزاج هو المعمل الذي أنتج كل هذا ومع الكثير من المديح، ولا بأس بشيء من المدح والمديح إذا كان هناك ما يستحق فعلاً، استحقاق الحاضر الملموس والمنجز، الشرط الجوهري ألا يكون المديح مصطنعاً حتى لا تتبدد الثقة ليصبح للكلمة معنى وللمصدر قيمة!.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.