أتوقف أحياناً أمام تجارب رجال الأعمال، ولا أقصد ما يكتب عنهم من مديح أو نشر كتب إنشائية عن مسيرتهم بل أعني مواقف تُخبر عن فكر الواحد وأسلوب عمله.
ويعجبني في واقع الأمر حكايات عن بعضٍ منهم تضيء مثل نور خاطف على تفصيل مهم في أسلوب تعاملهم «الفعلي» مع المال، في توظيف الموارد وترشيد الإنفاق، من ملاحظات تبدو صغيرة وعابرة وقد تدعو بعض الناس – خصوصاً محدودي الدخل – إلى التندر أو الضحك ربما، لعدم وعي بأهميتها.
وبعيداً عن ذكر الأسماء لأن المهم هو الفكرة والنظرة للأمور، وفي ترشيد الإنفاق والتقشف المفيد أروي عن رجال أعمال كلهم تقريباً من أصحاب البلايين أو مئات الملايين في الحد الأدنى، مواقف فيها رشد وإن بدا للبعض أنه فاق الحد في التدقيق.
رجل الأعمال يتجول في فرع من مصرف يمتلك منه نسبة كبيرة يتوقف عند واحد من صغار الموظفين يتطلع إلى سلة المهملات ثم يتناولها ويفرغها على سطح مكتب الموظف، يجمع «المغاغيط» قائلاً: «هذولا تراهم بفلوس يا ولدي».
رجل أعمال آخر من المصادفة أنه مصرفي أيضاً في جولة مفاجئة على موظفيه يشاهد محاسباً يقوم برمي رول ورق آلة المحاسبة بعد استخدامه، تمتد يده إلى الرول المستخدم موجهاً الموظف بقوله: «إنه يمكن إعادة استخدامه بطيه من الجانب الآخر».
ثالث أيضاً اكتشف أنه في كل جولة يشاهد آلة التصوير على وضع التشغيل من دون استخدام فيعاتب الموظفين على عدم فصل التيار الكهربائي عنها.
أما الرابع فهو من محبي لعبة البلوت، والشركة التي هو من كبار ملاكها تقوم بإهداء لعبة الورق لكبار العملاء، اتصل بالمسؤول متسائلاً لماذا لا يطلبون من المتعهد ورق لعب بعدد 32 ورقة فقط بدلاً من 52 ورقة، والـ32 هي العدد الذي تحتاجه البلوت. والفرق في العدد لا شك سيخفض الكلفة.
هذه النماذج أو الأفكار إن شئت أهديها للمخدوعين بالمظاهر في زمن يدعو إلى الرشد بالترشيد. أما الخامس فلست معه في ما فعل، وهو أيضاً رجل أعمال من أسرة ثرية، عاد من الإمارات وتبقى معه 100 درهم فأرسل سائق «الشركة» إلى البطحاء في مشوار طويل لتحويل المبلغ لأن سعر الصرف في مصارف البطحاء أفضل من غيره. لا تسألني كيف يتصرف رجل الأعمال في مال غيره فلم أتوصل إلى الآن لجمع حكايات كافية حول ذلك، المهم قارن ما قرأته بما تفعله أنت بالمال!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط