إذا كان الأب يقتحم سفارات دول ويحرقها فماذا يتوقع من الابن فعله بممتلكات أفراد؟ تسريب تهديدات بمصادرة ممتلكات خليجيين في لبنان من أحد نواب «حزب الله» في لبنان ليس جديداً، مثل هذا التهديد أطلق قبل سنوات، وبالتحديد لحظة ما بدأت دول الخليج العربية الإعلان عن بعض المواقف ضد ارتكابات الحزب.
والتهديد قابل للتنفيذ ولا يمنعه سوى الحال التوافقية الصورية في لبنان، بل إن مثله يحدث في العراق وسورية ليس لخليجيين بل لعراقيين وسوريين من مختلف الطوائف مع تركيز على السنة، مصادرة وحرق ونسف وتهجير، ومثله حدث في اليمن من نسف منازل واستباحتها، كل هذا يعطي دليلاً على ماهية فكر هذه الميليشيات ومن يديرها.
وإذا كان لبنان اقتصادياً يعيش على السياحة والاستثمار الخارجي، فإن التهويش الإعلامي بمثل هذا العدوان السافر على حقوق أفراد كاف وحده للإضرار باللبنانيين جميعاً ضرراً فادحاً على المديين المتوسط والطويل.
لا يختلف المشهد في سورية والعراق، لكنه متقدم في عملية المصادرة و«الاجتثاث» للعرب. في العراق وعلى رغم أن السلطة أصبحت في يد الأحزاب الشيعية الدينية المرتبطة بطهران منذ الغزو الأميركي، إلا أن هذه السلطة لم تكن إلا وسيلة لاجتثاث طائفي لا للبناء والتنمية.
الفشل السياسي والأخلاقي الذريع لسنوات طويلة لم يحدث أي تغيير في سياساتها وسلوكات ميليشياتها، وفي سورية عملت الميليشيات الإيرانية على المنوال نفسه، والحوثي استنسخ «كتيب التعليمات» أيضاً في اليمن.
واقع الأمر أن لبنان الدولة والمواطن رهينة لحزب إيراني تمكّن من السلاح ولم يعلن حتى هذه اللحظة أنه تمكّن من كل أدوات السلطة، مثلما اختطفت أحزاب إيران في العراق السلطة والسلاح ومعهما اختطفت الشيعة العرب لتصبّ أحقادها على سنّة العراق.
قبل سنوات حدّثني صديق «غير سعودي» يمتلك منزلاً في لبنان أنه لم يستطع إخراج مستأجر من جماعة الحزب إلا بدفع رشوة بآلاف الدولارات لمجموعات مسلحة تتبع الحزب لتخرجه بقوّة التهديد، ولم يتسلّم المالك المنزل إلا وهو محطم من الداخل وربما عرضه للبيع عليهم بثمن بخس للنجاة بأقل الخسائر. وهذا الواقع الذي استوعبه الصديق متأخراً هو ما لم تستوعبه بعد جماعات وأحزاب عربية بثياب دينية تحاول إمساك عصا السياسة من الوسط في زمن أعلنت فيه إيران تفاخرها بالهيمنة على عواصم عربية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط