هل أغضبكم أوباما؟

من واقع التجارب التراكمية يقفز سؤال يقول هل سنرى الرئيس أوباما في العام 2017 «بعد رحيله من البيت الأبيض» يلقي محاضرات في منتديات جدة أو الرياض الاقتصادية؟ ربما تصحبه حرمه المصون ميشيل لتتحدث عن تمكين المرأة! من الطبيعي أن يحدث ما نشر عن «عقيدة أوباما» رد فعل غاضب، لكن ردود الفعل لا تحقق سوى نتائج آنية وفي محيطها الضيق، لتتبخر بعد أيام معدودة، والسؤال هل هي عقيدة أوباما وحده، أم أنها أصبحت عقيدة تيار قوي داخل السياسة الأميركية الخارجية، تيار لا يختلف فيه الجمهوري عن الديموقراطي سوى بالأدوات والوسائل، وله شعبية في أوساط الإعلام والرأي العام الأميركي.

«عقيدة أوباما» كانت حاضرة «أميركياً» منذ بداية الاستعدادات للغزو الأميركي للعراق، وسوق لها بعض الإعلاميين العرب، الفرق أنه لم يصرح بها بالعبارات نفسها، كانت التصريحات مناسبة للفترة الزمنية «حجة أسلحة الدمار الشامل ثبت كذبها باعترافهم وعلاقات مزعومة لصدام بالقاعدة».

والدولة التي ثبت عليها إيواء زعماء للقاعدة وتصنف أميركياً بأنها «راعية للإرهاب»، قدم لها «العم سام» خدمات جليلة وما زال.

إن ما يجب الالتفات إليه وتفحصه باهتمام أن جريمة 11 أيلول (سبتمبر) بتداعياتها وتحليلات أسبابها ودوافعها مع هول الصدمة وشعور بالعار ورغبة بالثأر أصبحت منذ تلك اللحظة مخزوناً للانتقام، وستبقى ذخيرة لأسلحة دمار شامل تستخدمها الولايات المتحدة وغيرها من الدول «الكبرى» وتلك الساعية «للاستكبار» الإقليمي.

هذا «المخزون» هو ما يجب العمل على تفكيكه ودحضه، ليس بالحجة فقط، بل بالعمل على البحث عن الأخطاء، فهل قمنا بكل ما يجب منذ تلك اللحظة الرهيبة؟ في الحقيقة أننا لم نقم بكل ما يجب، تم الاكتفاء بالحد الأدنى، ردود فعل انتهت بانتهاء تركيز الإعلام الغربي على القضية، لكن المخزون ثابت ويزيد ثم يعاد استخدامه عند الحاجة.

لم نر عملاً استراتيجياً بعيد المدى يحاول الإحاطة بكل الذرائع التي تستهدفنا ومواجهتها، هذا العمل الذي كان يجب البدء فيه منذ عقد من الزمان داخلياً وخارجياً، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ستتم إعادة استخدام «أسلحة الدمار الشامل» تلك سياسياً وفكرياً وإعلامياً لتصبح سيفاً مسلطاً يكبر بالتغذية المستمرة، سيفاً للابتزاز السياسي والاقتصادي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.